أكد الباحث في مركز الأهرام للدراسات صبحي عسيلة، أن مصر ليست ملائمة لتطبيق النموذج التركي فيها، مبيناً أن الثورة المصرية فريدة من نوعها وبالتالي يجب تأسيس نظام جديد يواكب هذه الثورة. وأضاف عسيلة خلال حواره لبرنامج حوار الليلة المذاع علي قناة سكاي نيوز العربية: أن نجاح النموذج التركي في مصر يبقى مرهوناً بتعايش الإسلام مع الديمقراطية، وقبول تيارات الإسلام السياسي المصري لإطار علمانية الدولة دون المساس بحقوق الأفراد. كما رأي أن النموذج التركي يعتمد اقتصادياً على مجموعة من رجال الأعمال الإسلاميين، الذين استطاعوا أن ينهضوا ببلادهم ويضعوها في مصاف الدول صاحبة الوضع الاقتصادي المميز إقليمياً ودوليا. وأشار إلي أن المهنية هي الطابع الغالب على كوادر تيارات الإسلام السياسي في مصر، إلى جانب أن هذه التيارات وإن كانت تنتمي إليها مجموعة من رجال الأعمال، إلا أنها لا تملك قاعدة قوية من الاقتصاديين يمكن الاستناد إليها في تحقيق إصلاحات جوهرية يحتاجها الاقتصاد المصري لينهض من كبوته. وبين أن المهمة أمام تكرار النموذج التركي في مصر تكاد تكون صعبة، نتيجة أن الأحزاب السياسية التي أُسست كذراع سياسية لجماعات دينية دعوية، مازالت تكتسب زخمها وشعبيتها من هذه الجماعات، وبالتالي فهي في حاجة إلى فصل بين الحزب والجماعة، ثم العمل في اتجاه يحقق مصالح المواطنين على اختلاف العقيدة بعيداً عن العمل الدعوي الذي هو أساس وجود التيارات الإسلامية المصرية، فيما يعيش الأتراك في ظل نظام له هويته التركية الضامنة لهوية كافة المواطنين.