توصل فريق بحثي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن إلى «إنتاج نوعية عالية الجودة من أنابيب الكربون النانوية»، ويعد الإنجاز العلمي «جديداً في مجال تقنية النانو». وقال الأستاذ المساعد في قسم الهندسة الكيمياوية عضو الفريق البحثي الدكتور معتز عطية: «إن المادة المنتجة ذات صفات حرارية وكهربائية وميكانيكية فائقة»، مضيفاً أنها «تقنية صناعية حديثة، ستحدث نقلة عالمية نوعية في مجال الصناعة». وأبان أن المنتج الجديد عبارة عن «مادة أصلب من الحديد بخمس مرات، وأخف وزناً منه بأربع مرات تقريباً»، مضيفاً أن «العمل من الأعمال النادرة في العالم، إذ وصل طول الأنابيب الكربونية المتناهية الصغر إلى نصف مليمتر، ويتراوح قطرها من 10 إلى 20 نانوميتر، وبكلفة إنتاج منخفضة». وتتلخص فكرة الاختراع في «تصميم نوع جديد ومطور من أنواع مفاعلات الترسب البخاري الكيمياوي، الذي أنتج هذا النوع من المواد». واعتبر الأستاذ المساعد في قسم الهندسة الكيمياوية الدكتور ممدوح الحارثي، الاكتشاف «ثورة في مجاله، ويجري تسجيل براءة اختراع له في مكاتب براءات الاختراع العالمية، وسيعمل الفريق على تسويقه صناعياً وإنتاجه بكميات تجارية منافسة للأسواق العالمية». ويعمل الفريق في الوقت الرهن على استخدام المنتج في تطبيقات عدة، في صلب الصناعة الوطنية، وسيتم استخدامه في تحسين مواصفات اللدائن مثل «الاوليفينات» و»البوليستيرين» و»المطاط»، التي تعد «لب الصناعات البتروكيميائية الوطنية، والعمود الفقري لكثير من الشركات»، كما «سيستخدم في عمليات معالجة المياه وتنقيتها، والحفاظ على البيئة من الأضرار البيئية والصحية، المترتبة على التلويث الصناعي للمياه وللحياة البحرية». وأهدى فريق البحث العلمي الانجاز إلى «خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، وبخاصة أن الإنجاز يعد إحدى ثمرات مركز التميز البحثي في تقنية النانو، الذي تم إنشاؤه في الجامعة بتبرع شخصي من خادم الحرمين الشريفين». يذكر أن «قسم الهندسة الكيمياوية في الجامعة، حقق إنجازاً علمياً في الحقل ذاته، قبل نحو عامين، تمكن فيه من تصميم مفاعل لإنتاج أنابيب كربون نانوية لأول مرة في الشرق الأوسط، ويعد الإنجاز الجديد امتداداً لعدد من المشاريع التي تنفذها الجامعة في هذا المجال الحيوي».