خلال هربهم إثر ثوران بركان فيزوفيو، حاول سكان بومبيي وهيركولانوم التقاط مفاتيحهم وبعض الأموال أو مصابيح، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك... مشاهد يستعيدها معرض في المتحف البريطاني (بريتيش ميوزيوم) في لندن لأناس ضربتهم الكارثة وقضوا مطمورين تحت الحمم. ويسمح معرض «الحياة والموت في بومبيي وهيركولانوم» للزوار باكتشاف الغرف المختلفة في منزل روماني المزينة بجداريات فضلاً عن رسوم حيوانات نفذها أطفال في العائلة على الأرجح. ويضم المعرض مستلزمات للحياة اليومية عثر عليها خلال حفريات في هاتين المدينتين الواقعتين في جنوب إيطاليا من مصفاة وأواني مطبخ وزهر النرد وأثاث وحلي ومنحوتات. وقال مفوض المعرض بول روبرتس: «كان لدى الرومان منازل مليئة بالأشياء مثلنا. كانوا مستهلكين ويعشقون الأشياء الجميلة. لم يكونوا مصارعين بل كانوا أناساً مثلنا. وهذا المعرض وسيلة لنعرفهم أكثر». إلا أن حياتهم توقفت فجأة كما يظهر سرير صغير متفحم حيث لحقت الحمم بطفل. وتستعيد بعض القوالب اللحظات الأخيرة في حياة رجل يقعد القرفصاء يحاول أن يحتمي وراء جدار أو عائلة مؤلفة من أربعة أفراد مختبئة تحت درج. وكانت الحرارة مرتفعة جداً في هيركولانوم مما أدى إلى تحويل الناس إلى رماد فوراً، أما في بومبيي فكانت أقل وطأة فتجمدت الحمم حول الأجساد. وتقول فانيسا بالدوين المفوض المساعد في المعرض: «لم يشعر الناس بشيء. كانوا يقومون بنشاطاتهم اليومية عندما وقعت» الكارثة. كثير منهم كانت أذرعهم مثنية أمامهم مثل ملاكمين بسبب الحرارة التي أدت إلى انقباض في أوتار العضلات. واكتشف علماء آثار في القرن الثامن عشر، أغلفة الحمم التي احتوت الجثث وملأوها بالجص مما أدى إلى هذه القوالب.