يحتفل قائد وأسطورة نادي روما فرانشيسكو توتي بعامه العشرين في الدوري الإيطالي لكرة القدم. ترك خلالها بصمة لن ينساها جمهور العاصمة الإيطالية لفترة طويلة. واستهل توتي (36 عاماً) مسيرته في «سيري أ» في 28 أذار/مارس 1993 تحت ألوان روما عندما كان ال16 من عمره في مباراة أدخله فيها المدرب الصربي فويادين بوسكوف بديلاً لروجيريو ريتزيتيلي في الدقيقة 87 ضد بريشيا، ولم يتركه منذ ذاك الوقت. وكتب حارس مرمى يوفنتوس وإيطاليا جانلويجي بوفون رسالة تهنئة للقائد العظيم: «عزيزي فرانشيسكو. لقد صنعت تاريخ كرة القدم الإيطالية. 20 عاماً في الدوري الإيطالي، يا له من إنجاز... لا تزال صورة هدفك الأول في مخيلتي. كانت مواجهة بين روما وفوجيا». وتابع الحارس المخضرم الذي أحرز لقب كأس العالم عام 2006 مع توتي: «نحن أصدقاء وتعلم جيداً كم أهتم لأمرك. بدأنا سوياً مع منتخب تحت 15 سنة وأمضينا سنوات رائعة معاً في المنتخب الوطني ولا نزال نتواجه في الدوري الإيطالي. لقد سجلت غالباً في شباكي (10 مرات كي أكون دقيقاً)، كبطل نسي صداقتنا. ثم بعد صافرة النهاية تعود الابتسامات بيننا، على غرار ركلة الجزاء التي انقذتها واحزنني أنك أنت من سددها... نحن جيل محظوظ. صحيح أن كل موسم بعد الثلاثين يكون بحجم سبعة مواسم، لكنك تعود بالزمن إلى الوراء بدلاً من التقدم في العمر. لقد كتبت تاريخ كرة القدم الإيطالية، في حاضرها ومستقبلها. أنت لاعب لا يشكك أحد في قيمته. بالنسبة لي ستبقى دائما لاعباً في المنتخب. قبلة من صديقك جيجي». ويعودالهدف الأخير لتوتي في مرمى بوفون إلى شباط/فبراير الماضي على الملعب الأولمبي ومن تسديدة صاروخية رائعة إنفجرت في المقص الأيمن. وحصل توتي على عدة ألقاب خلال مسيرته الحافلة بينها «ايل بيمبو دورو» (الولد الذهبي) و«ايل ري دي روما» (ملك روما)، و«اير بوبوني» (الطفل الكبير)، و«ايل غلادياتوري» (المجالد). واللافت أن ستيفان شعراوي مهاجم ميلان وأحد نجوم الدوري الإيطالي كان في شهره الخامس عندما استهل توتي مسيرته في الدوري. ويعتبر توتي ثاني أفضل هداف في تاريخ الدوري الإيطالي لكرة القدم (226 هدفاً)، وسيكون من الصعب جداً عليه الوصول إلى صاحب الرقم القياسي سيلفيو بيولا الذي يتصدر ترتيب أفضل المسجلين برصيد 274 هدفاً في 537 مباراة بين 1929 و1954 وسجلها مع كل من برو فيرتشيلي ولاتسيو ويوفنتوس ونوفارا. يعرف توتي عن نفسه: «أنا ولدت في روما وأنتمي إلى مدينة روما وأشجع نادي روما. رغم أني تلقيت عروضاً كثيرة للرحيل، إلا أنني قلت دائماً إن غايتي هي حمل قميص ناد واحد طيلة مسيرتي. لا أتخيل نفسي أدافع عن ألوان فريق آخر. وحتى لو فعلتها، فإني لا أتصور نفسي قادراً على إقناع أطفالي بهذه الخطوة. إن حبي لروما أكبر من أي عرض كان». وعلى غرار راوول غونزاليس وباولو مالديني واليساندرو دل بييرو الذين فرضوا أنفسهم أساطير ريال مدريد وميلان ويوفنتوس، يجسد توتي نادي روما وتاريخه رغم أنه لم يحصد نفس مستوى النجاح من حيث عدد الألقاب إذ توج مع فريق العاصمة بلقب الدوري مرة واحدة (2001) والكأس الإيطالية مرتين (2001 و2007) والكأس السوبر مرتين أيضاً (2007 و2008)، فيما يبقى أفضل إنجاز له مساهمته في قيادة منتخب بلاده إلى لقب مونديال 2006.