اقتحم عشرات المستوطنين امس باحات المسجد الأقصى المبارك بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الاسرائيلي، في حين منعت الشرطة الاسرائيلية النائب الاسرائيلي اليميني المتطرف موشي فيغلين من التوجه الى الاقصى تحسباً لرد فعل عنيف يقوم به المصلون المسلمون. وقال الناطق باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد ان «فيغلين كان يريد زيارة جبل الهيكل (كما يطلق اليهود على الأقصى) هذا الصباح، لكن الشرطة منعته من ذلك لتجنب حصول اي اخلال بالنظام العام». وأضاف: «كنا نعرف انه لو ذهب الى هناك، كانت ستحصل مشاكل على صعيد النظام العام». وكان فيغلين، أحد اشد مؤيدي الاستيطان والذي يرأس كتلة متشددة من «ليكود»، حزب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، دعا اول من امس الى اقتحام المسجد الاقصى الاربعاء احتفاء ببدء عيد الفصح على الشعب اليهودي. وفي تشرين الأول (اكتوبر)، أوقف لتسببه في تعكير الامن بعد دخوله الحرم الشريف، ثالث الأماكن المقدسة لدى الاسلام. وأشار روزنفيلد الى حادث آخر اول من امس حين اوقفت الشرطة «ناشطاً من اليمين اليهودي المتطرف» كان يريد التضحية بماعز على جبل الهيكل، عملاً بالتقليد التوراتي. ونقلت وكالة «معا» عن مدير دائرة الأوقاف الإسلامية الشيخ عزام الخطيب قوله ان 112 مستوطناً اقتحموا باحات الأقصى من الساعة السابعة والنصف فجراً (التاسعة والنصف بتوقيت غرينتش) حتى الساعة العاشرة صباحاً عبر بوابة باب المغاربة، مشيراً الى انتشار الشرطة في ساحات الأقصى. وأوضح ان الشرطة منعت فيغلين من اقتحام الأقصى بعد اتصالات مكثفة من جانب دائرة الأوقاف الإسلامية والسفارة الأردنية مع الشرطة منذ اول من امس لعدم السماح له بدخول الأقصى. وأضاف ان قوات الاحتلال طردت العديد من الشبان والمرابطين من ساحات الأقصى، ومنعت كذلك العديد من الدخول اليه. وأفاد شهود ان تدافعاً بالأيدي حصل بين الشبان والمتطرفين اليهود قبالة باب السلسلة أثناء خروجهم منه بعد جولتهم المعتادة، في حين علت التكبيرات وهتافات طلاب مصاطب العلم خلال الاقتحامات. وعلى أبواب المسجد الأقصى، احتجزت قوات الاحتلال بطاقات هوية الوافدين الى المسجد من النساء والرجال. وقال رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبدالعظيم سلهب لوكالة «معا» ان الاحتلال الإسرائيلي سمح لعشرات المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى، في وقت مُنع فيه الفلسطينيون من دخوله، مُنوهاً أن هناك أعداداً من المصلين داخل ساحاته رغم مضايقات الشرطة لهم من خلال تصويرهم واحتجاز هوياتهم على الأبواب. واعتبر ما يجري في ساحات الأقصى «إرهاب دولة» يتنافى مع حرية العبادة. وأضاف: «هذه سياسة اسرائيلية ممنهجة في حكومة متطرفة تستهدف الأقصى وتحاول فرض أمر واقع جديد يتمثل باقتحامه من المستوطنين وتدنيسه، مشدداً على ضرورة الوجود اليومي في الأقصى من أبناء القدس ومن كل شخص يستطيع الوصول اليه، واداء الصلوات فيه لحمايته من الأطماع الإسرائيلية». ودعا الأمتين العربية والإسلامية الى وضع قضية المسجد الأقصى الذي تتهدده المخاطر على سلم أولوياتهم، لإجبار اسرائيل الكف عن الاعتداء عليه. بدوره، استنكر مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين في حديث ل «معا» اقتحام المسجد الأقصى خلال الاعياد اليهودية ومنع المسلمين من الصلاة فيه. وحذر من المحاولات الإسرائيلية لفرض أمر واقع في الأقصى من خلال السماح للمستوطنين باقتحامه خلال الاعياد ومنع المسلمين من الدخول اليه، مؤكداً ان المصلين الذين يتوافدون يومياً الى الأقصى ويتحدون الاجراءات الإسرائيلية على وعي تام لهذه الأهداف، وبالتالي فإن الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين لن يحققوا هدفهم بتقسيم المسجد. وحمّل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية الأوضاع التي قد تنجم في أي وقت نتيجة الاقتحامات اليومية للأقصى ومنع المصلين من دخوله، مؤكداً ان اسرائيل تضرب بعرض الحائط بكافة القوانين والشرائع الدولية التي تكفل حرية العبادة.