ناقش وزير الخارجية الأميركي مع الرئيس الأفغاني حميد كارزاي خلال زيارة مفاجئة لكابول أمس، عملية المصالحة مع حركة «طالبان» ونقل قوات الحلف الأطلسي (ناتو) مسؤولية الأمن الى القوات الأفغانية وتنظيم انتخابات رئاسية في 2014. وعزز اجواء الحوار تسليم القوات الأميركية كابول مسؤولية ادارة سجن بغرام، ما عالج احد اسباب «الخلافات الكبرى» بين واشنطنوكابول في الفترة الأخيرة. وفيما رجحت مصادر توجه كارزاي الى قطر خلال ايام، من اجل مناقشة فتح مكتب ل «طالبان» تمهيداً لإجراء مفاوضات سلام، وصف مسؤول اميركي مرافق لكيري الزيارة المرتقبة لكارزاي بأنها «اشارة ايجابية جداً، وخطوة اخرى على طريق تحقيق المصالحة». وقد يعزز نجاح الرئيس الأفغاني في اطلاق عجلة المفاوضات مع «طالبان» حملته لتقوية نفوذه قبل انسحاب القوات الاجنبية القتالية العام المقبل، خصوصاً بعدما تعثرت في السنوات الاخيرة محادثات أجرتها الولاياتالمتحدة وباكستان مع الحركة. وفعلياً، منحت واشنطن «انتصاراً كبيراً» لكارزاي من خلال موافقتها، قبل ساعات من زيارة كيري، على تسليم ادارة معتقل بغرام للسلطات الأفغانية، والذي شكل احد أسباب «الخلافات الكبرى» بين واشنطنوكابول، وصولاً الى تحذير الرئيس الأفغاني الأميركيين من النظر اليهم «كقوات احتلال». وكانت الولاياتالمتحدة سلمت السلطات الأفغانية مسؤولية اكثر من 3 آلاف معتقل في بغرام، لكنها واصلت حراسة 50 اجنبياً لم يشملهم الاتفاق، اضافة الى مئات من الأفغان اعتقلوا منذ توقيع اتفاق نقل المسؤولية في آذار (مارس) 2012. وفيما تقرر انجاز عملية نقل كاملة لإدارة المعتقل في 9 الشهر الجاري، أرجئت في اللحظة الأخيرة بعد تلميح كارزاي الى احتمال إطلاق «معتقلين أبرياء» من السجن الذي يحتجز فيه معتقلون من دون محاكمتهم او توجيه تهم اليهم. والى جانب تسليم معتقل بغرام، كسب كارزاي الاسبوع الماضي اتفاقاً لتولي القوات الأفغانية مسؤولية منطقة في ولاية وردك، بعدما كان اتهم القوات الأميركية الخاصة المنتشرة فيها بتشكيل ميليشيات محلية ارتكبت انتهاكات تعذيب سكان وقتلهم. وأفسد ذلك اول رحلة خارجية نفذها وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل منذ توليه منصبه الجديد الى افغانستان مطلع الشهر الجاري. وأكد المسؤول الأميركي المرافق لكيري ان واشنطن «تريد ان تعمل سوياً مع كابول لتجاوز اي حادث، ومواصلة التركيز على هدف تحقيق الاستقرار في البلاد، قبل مغادرة غالبية القوات الاجنبية افغانستان بحلول نهاية 2014». ولا تزال قضايا عالقة كثيرة بين الولاياتالمتحدةوافغانستان، بينها حملات الدهم الليلية وسقوط ضحايا مدنيين في الغارات الجوية وتنفيذ عمليات نقل السجناء. لكن المسؤول الأميركي أبدى ثقته بأن العلاقة بين البلدين «تستطيع ان تتحمل العقبات الناتجة من قضايا السيادة والأمن».