حاول الكاتب الصحفي فايد العليوي وضع خارطة الأولويات التي تستحق صدارة الاهتمام، وقال: «باعتقادي أن أهم وأبرز مطلب يستحق مقعد الصدارة، هو تطوير النظام السياسي الذي يضمن المشاركة الشعبية والمراقبة العامة، والفصل الحقيقي بين السلطات، ومأسسة الدولة والشفافية، والحريات العامة واستقلال القضاء، والقضاء على النفوذ والتغول الذي يمارسه الأفراد النافذون». ولم يختلف عنه كثيراً الكاتب بدر الإبراهيم في سرد حزمة المطالب النوعية، لاسيما تلك المتعلقة بإحداث متغيرات نوعية في حياة الناس، ومكافحة الفساد عبر رقابة شعبية ومؤسساتية، وتحسين الخدمات العامة، وإيجاد نمط اقتصادي بديل للاعتماد على النفط، والسماح بالعمل الحر لمؤسسات المجتمع المدني، وسيادة القانون الضامن للحريات العامة وحرية التعبير، ومساواة المواطنين جميعاً أمام القانون. قال الكاتب بدر الإبراهيم أن القضايا الجانبية تستهلك طاقة المجتمع في نقاش لا حسم فيه، وتقدم مخرجاً للهروب من الاستحقاقات الرئيسة، وتقودنا إلى الدوران في حلقة مفرغة. وذكر: «ليس المطلوب إلغاء النقاش حول القضايا الفرعية، لكن لا ينبغي أن يتم تقديمها كقضايا أساسية ووحيدة، بغرض تهميش القضايا الكبرى، التي يحمل حلها حلولاً تلقائية للقضايا الجانبية». وشاركه علي الظفيري في سرد مساوئ المعارك الجانبية، وقال إنها تصيبنا بالشلل والإحباط وتؤدي إلى تعطل عملية التطور، وهناك متخصصون منشغلون في هذه العملية، نخب في السلطة ونخب دينية، ونخب إعلامية منتفعة من هذا الجدل والصراع الجانبي، حال الجهل تسهم في هذا الأمر وتعززه وتعقد منه في مجتمعنا، واجبنا الصراع على سلم الأولويات، ومتى ما نجحنا في هذا، ستكون الخطوة الأولى للتغيير والإصلاح. وقال محمد معروف الشيباني في السياق نفسه: «إذا كان لكل شيء إيجابيات وسلبيات، فإن ضياع البوصلة لا إيجابيات له البتّة، وتلك سلبيةٌ كبرى (ضياعها)، لأكون واقعياً (تَضييعها)، يعني أن السفينة تسير على غير هدى بلا ربّان رشيد، وبالتالي لا بد من أن تصطدم بصخور حادة تُغرقها، أو تصل شاطئاً لسموم الأفاعي القوارض، أو تضيع في بحرٍ لُجِيٍ حتى ينفد الزاد والوقود». وأكد أن المصلحةُ العظمى للوطن اليوم، ترتيب الأولويات الوطنية، ووضع خطة سنوية أو خمسية، يتفاعلوا بإيجابية كلٌ في حقله، للوفاء بها بكل إخلاص، من دون ذلك قُل علينا السلام.