أعلنت مجموعة من الكتائب المعارضة المسلحة السيطرة على «بؤرة استراتيجية» تضم مستودعات للذخيرة في خان طومان في ريف حلب في شمال سورية، مشيرة الى ان المدفعية المتمركزة في حي الراموسة في حلب وطائرات نفاثه «قصفت اربعة مستودعات بعد تحريرها». ووزع «لواء حطين» صوراً لمقاتليه بعد الاستيلاء على الموقع، مع عرض لذخيرة ضمت صواريخ وقذائف وصناديق فيها ذخيرة ورصاص. وقال احد المعلقين خلال تصوير الفيديو ان بين الاسلحة «ذخائر وصواريخ مصدرها ايران»، وقال آخر «من شارك في المعركة، يأخذ سلاحاً». وأضاف: «الله اكبر والعزة لله. بات لدينا كميات كافية، ولا داعي للسلاح» من خارج سورية. وجاء في بيان آخر ان مقاتلي «مجلس شورى المجاهدين» و «جبهة النصرة» و «أحرار الشام الاسلامية» و «لواء حطين» شاركوا في العملية التي بدأت ليل اول من امس بعد «حصار استمر ثلاثة شهور». وأضاف البيان ان موقع خان طومان «بؤرة استراتيجية للنظام لأنها تضم اكثر من 62 مستودع ذخيرة». وتابع ان عملية «تحرير المستودعات بدأت مساء الخميس بتمهيد مدفعي من الهاون ومدفع عيار 122 ومدفع عيار 130 واربع دبابات للمجادهدين، وبعدها بدأ الاقتحام وبفضل الله تم تحرير مستودعات الذخيرة قبل صلاة الفجر (امس) ولم يتبق سوى مقر القيادة حيث يتحصن فيه من تبقى من جنود النظام». وكان احد مسؤولي «احرار الشام» قال في تصريحات صحافية ان مستودعات خان طومان كانت توفر الذخائر للطائرات والمدافع والدبابات التي «تقصف» مناطق في حلب، وان المستودعات «تكتسب اهمية استراتيجية لانها تشرف على مدرسة المدفعية واكاديمية الاسد للهندسة العسكرية» في شمال البلاد. يُشار الى ان المعارضة كانت بثت في كانون الاول (ديسمبر) الماضي صوراً لمقاتليها داخل خان طومان. وأعلنت «الجبهة الاسلامية لتحرير سورية» امس انها حققت «تقدماً كبيراً في المعارك الجارية في حلب وريفها بعدما سيطرت على مخازن السلاح والذخيرة في بلدة خان طومان، وكتيبة الصواريخ في منطقة الراشدين في حلب، وحررت حاجزي الشرفة المؤدي إلى أكاديمية الأسد والبرج المؤدي إلى مدرسة المدفعية». في المقابل قال مصدر امني سوري لوكالة «فرانس برس» امس ان السلطات السورية تشتبه في أن الاردن بدأ منذ فترة السماح بتسلل جهاديين وتهريب اسلحة الى جنوب سورية. وأضاف المصدر ان السلطات «تشجب التغيير الحاصل في موقف الاردن الذي فتح منذ نحو عشرة ايام حدوده وسمح بمرور جهاديين واسلحة كرواتية». وأضاف: «هذا تغيير في الموقف، لأن الاردن حتى اليوم كان يضبط حدوده بشكل جيد لمنع مرور ارهابيين واسلحة» الى الداخل السوري. واعتبر ان سبب هذا التغيير هو «ضغوط تمارسها دول معادية لسورية». وكانت صحيفة كراوتية ذكرت قبل اسبوع ان كرواتيا شكلت بين تشرين الثاني (نوفمبر) وشباط (فبراير) «جسر عبور» لنقل اسلحة وذخائر الى المعارضة السورية في اطار عملية نظمتها الولاياتالمتحدة بالتعاون مع دول شريكة. وقالت صحيفة «يوتارنجي» ان 75 طائرة مدنية تركية واردنية اقلعت خلال هذه الفترة من مطار زغرب محملة بالأسلحة. وأضافت: «تقدر كميات السلاح والذخيرة التي نقلت على متن هذه الرحلات بثلاثة آلاف طن». وبين الاسلحة الكرواتية مدافع من عيار 60 ملم وقاذفات صواريخ. وقال المصدر الامني ان الاسلحة مصدرها كرواتيا وكذلك دول اوروبية اخرى بينها بريطانيا التي أعلنت اخيراً مع فرنسا استعدادها لتزويد المعارضة السورية بالسلاح. وفي جانب آخر دعا وزير الاوقاف السوري محمد عبد الستار السيد مديري الاوقاف وخطباء المساجد في البلاد الى حض الناس على «الالتحاق الكثيف» في صفوف الجيش و «اعلان النفير العام». وجاء في تعميم نشره موقع «حلب نيوز» امس ان عبد الستار السيد ابلغ مديري الاوقاف ان البلاد «تتعرض لأخطر هجمة شيطانية ودولية ماكرة، تستهدف وجودنا وماضينا ومستقبلنا»، مشيراً الى ان «جيشنا البطل يقوم بواجب الدفاع عن الوطن ويقدم أبطاله الأرواح والدماء حفاظاً على وحدة ترابنا ومقدساتنا ونسائنا واطفالنا لمنع التقسيم والتخريب والتفجير والقتل والتدمير». وكان مجلس الإفتاء الأعلى في سورية دعا في «فتوى» السوريين وابناء «جميع الدول الاسلامية والعربية» الى الالتحاق بالجيش في «جهاده» للدفاع عن «وحدة سورية»، واعتبر ذلك «فرض عين» والوقوف في وجه القوات النظامية «خيانة». وأثار ذلك قلقاً في اوساط الشباب، حيث غادر كثيرون الى دول مجاورة، قبل ان ينفي مصدر رسمي اعلان «النفير العام». غير ان تعميم وزارة الاوقاف تضمن ان «الواجب الشرعي يقتضي الوقوف خلف الجيش العربي السوري صفاً واحداً والالتحاق الكثيف في صفوفه واعلان النفير العام»، طالباً من المفتين والخطباء والمدرسين الدينيين «تعميم الفتوى الشرعية واعتبار هذه الفتوى الشرعية هي الفتوى المعتمدة والمعمول فيها في جميع انحاء البلاد». وطلب من الخطباء والمدرسين ان «تكون خطب (ايام) الجمعة والدروس الدينية كافة مستندة الى نص هذه الفتوى الشرعية وضرورة توعية الاخوة المواطنين وابناء الشعب العربي السوري وفق مضمونها». وفي جنيف ناشدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر القوى الخارجية امس الضغط على أطراف الصراع في سورية لوقف الهجمات على المدنيين وموظفي الاغاثة وقالت إن كل الأطراف تنتهك اتفاقيات جنيف. وقال روبير مارديني مدير عمليات الشرق الأدنى والشرق الأوسط لدى اللجنة «رويت أو شوهدت فظائع كثيرة ارتكبت بحق المدنيين خلال العامين الماضيين ناهيك عن الهجمات العشوائية على المدنيين واستهداف العاملين في مجالي الرعاية الصحية والإغاثة». وأضاف «ينبغي على الدول أن تضطلع بدور إيجابي من طريق زيادة الضغط على الأطراف المعنية من أجل ضمان احترام القانون الإنساني الدولي». وتابع مارديني «يجب على الأطراف كافة أن توقف هذه الانتهاكات المتواصلة للقانون الدولي الإنساني وللمبادئ الإنسانية الأساسية» مضيفاً انه لا توجد دلائل في الأفق على قرب انتهاء معاناة المدنيين. وذكر «يموت المئات من الناس يومياً في سورية... ولا يزال عشرات الآلاف من الأشخاص في عداد المفقودين أو المحتجزين، سنواصل السعي لكي تتخذ السلطات السورية تدابير ملموسة تتيح لنا زيارة المحتجزين. فما زال هذا الأمر من أولوياتنا الرئيسية». وتوقف برنامج اللجنة لزيارة المحتجزين لمراقبة ظروف احتجازهم والحيلولة دون اساءة معاملتهم منذ أيار بعد زيارتين فقط إلى السجنين المركزيين في دمشق وحلب.