دمشق، بيروت، لندن -»الحياة»، أ ف ب، رويترز ، أ ب - فيما دخل المراقبون الدوليون أمس حي الخالدية في حمص الذي يعد من معاقل المعارضة و «قلب الاحتجاجات» في المدينة، وذلك للوقوف على الوضع الانساني والامني في الحي الذي يعتبر اكثر الأحياء التي تعرضت لقصف القوات السورية خلال الاشهر الماضية، قال ناشطون إن الجيش واصل عملياته في مناطق عدة وان ما لا يقل عن 10 أشخاص قتلوا امس في اطلاق نار وقصف، فيما قتل 4 جنود في انفجار في مركز عسكري في حلب. وإضافة إلى حي الخالدية، زار المراقبون مدينة اللاذقية بعد ساعات من تسجيل اشتباكات فيها بين السلطات والمعارضة. في موازاة ذلك قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن الجيش السوري قصف قرى في منطقة القصير بريف حمص وان مروحيات الجيش قصفت ايضاً قرية سوحة وعقيربات في حماة، كما اقتحمت قوات النظام حي الأربعين في حماة وشنت حملة اعتقالات، وقصفت قرى عندان وخان طومان في ريف حلب. كذلك تحدثت الهيئة عن إلقاء قوات الامن القنابل المسيلة للدموع على متظاهرين في حي الميدان بدمشق. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون ان اربعة جنود سوريين قتلوا في انفجار وقع امس في مركز عسكري في ريف حلب في شمال سورية. وقال المرصد في بيان «قتل ما لا يقل عن اربعة جنود من القوات النظامية السورية اثر انفجار وقع داخل احد المراكز العسكرية في الريف الجنوبي لمحافظة حلب». وفيما لم يحدد المرصد سبب الانفجار، افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري سوري قوله أنه «خلال عملية نقل صناديق ذخيرة إلى داخل مستودع تابع لإدارة التسليح في منطقة خان طومان 20 كم جنوب حلب ( في شمال سورية)، سقط أحد الصناديق ما أدى إلى انفجاره واستشهاد أربعة من العناصر الذين كانوا ينقلون الصندوق إلى داخل المستودع». واستهدفت عمليات تفجير عدة خلال الاشهر الاخيرة مراكز امنية وعسكرية، خصوصاً في دمشق وحلب. من جهة ثانية، ذكر المرصد السوري ان مواطناً قتل وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في سهل الغاب في محافظة حماة (وسط) «اثر اطلاق رصاص عشوائي من القوات النظامية السورية عليهم عندما كانوا في مزرعة في قرية الصالحية». وتشكل هذه الحوادث خروقات جديدة لوقف اطلاق النار الذي بدأ العمل به، بموجب خطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان لحل الازمة السورية، منذ اكثر من اسبوعين. وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بمقتل 10 أشخاص على الأقل برصاص قوات النظام السوري. وقالت الهيئة إن القوات النظامية قصفت بلدة الأتارب بريف حلب حيث سقطت قذائف على منازل الأهالي. كما قصفت بلدات في دير الزور وريف إدلب. واقتحمت قوات الأمن مدينتي دوما وحرستا بريف دمشق. وشنت قوات الأمن والجيش حملة دهم واعتقالات واسعة منذ فجر امس في دير الزور. وأفادت الهيئة العامة بأنه ومنذ ساعات الصباح الأولى من صباح امس بدأت قوات الأمن والجيش السورية حملة دهم واعتقالات في عدة أحياء بدير الزور منها حي العمال والقورية والبوكمال وذلك بحثاً عن نشطاء وعناصر من «الجيش الحر». كما قالت الهيئة إن القوات النظامية اقتحمت وقصفت مدينتي دوما وحرستا بريف دمشق، وحيان بحلب وأريحا وسراقب في إدلب وأبو حمام في دير الزور. وذكر ناشطون أن القوات النظامية أطلقت النار لتفريق تظاهرتين مسائيتين خرجتا في حمص وحماة. كما اعتقلت خطيب مسجد بني أمية سابقاً الشيخ أحمد معاذ الخطيب في دمشق، وشنت حملة دهم واعتقال في عدد من المناطق، وفق الناشطين. كما تواصلت اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومجموعات منشقة في ريف دمشق واللاذقية وإدلب. وقال الناطق باسم بعثة المراقبين الدوليين نيراج سينغ إن «البعثة الدولية زارت مدينة طرطوس بعد أن زارت أولاً مدينتي حمص وحماة في إطار مهمتها، وأجرت لقاءات مع جميع الأطراف في إطار التهيئة لوصول بعثة المراقبين الموسعة (المؤلفة من 300 مراقب عسكري غير مسلحين)». وقال مصدر محلي في محافظة طرطوس ان «5 من المراقبين الدوليين وصلوا الى المدينة والتقوا المحافظ لمدة ساعة بعيداً من وسائل الإعلام». وأضاف المصدر أنه «لدى وصول وفد المراقبين الى مبنى المحافظة تجمّع المئات من أبناء المدينة، وأشار الى أن «المراقبين اكتفوا بإلقاء التحية ولم يتحدثوا مع أحد». كما زار المراقبون حي الخالدية في حمص الذي تدمر ما لا يقل عن 50 في المئة من مبانيه وفق ناشطين ومنظمات حقوقية. وفيما لم يدل المراقبون بتصريحات من الخالدية، قال ناشطون إن الفريق الدولي جال في الحي ووقف على حجم الدمار وعلى شوارع عدة «تحولت إلى اطلال» بسبب شدة القصف خلال الاشهر الماضية. في موازاة ذلك، قالت وكالة «سانا» إن «مجموعة إرهابية مسلحة انتحلت امس صفة أمنية وطلبت من المدعوة ميادة عارف برازي من اهالي الصنمين في درعا (جنوب البلاد)، الدخول الى منزلها، وبعد أن سمحت لهم بالدخول عرفت المجموعة الارهابية عن نفسها بأنها تتبع لما يسمى بالجيش الحر وقامت بتهديد المدعوة برازي وبسرقة كمية من المصاغ الذهبي والعملات السورية والأجنبية». وكان 32 شخصاً قتلوا اول من امس بينهم 22 مدنياً وعشرة منشقين في اعمال عنف في سورية وفق المرصد السوري. وقتل المدنيون في عمليات اطلاق نار متفرقة، ثمانية منهم في حماة، واثنان في حمص، وثلاثة في ادلب (شمال غرب) قرب الحدود التركية، واربعة في حلب، واربعة في ريف دمشق، وواحد في الرقة (شمال شرق). وقتل المنشقون في اشتباكات في ريف دمشق. كما افاد المرصد عن اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في ادلب وفي اللاذقية. إلى ذلك تواصلت عمليات اعتقال الناشطين والكتاب في سورية، اذ قامت دورية من الأمن العسكري باعتقال الناقد المسرحي عماد حورية من مكان عمله في المكتبة العمومية بفندق الشام ليلة اول من امس. وحورية (الحمصي الأصل) صاحب دار «امسيا» للنشر، وناشر رواية «مديح الكراهية» للروائي خالد خليفة والتي تحدثت عن أحداث الإخوان المسلمين في فترة الثمانينات في سورية، وهو أب لفتاتين (شام 19 سنة، وحنين 15 سنة). وجاء اعتقال حورية بعد ايام من اعتقال الطبيب النفسي جلال نوفل والمفكّر سلامة كيلة. ودان المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية هذا الاعتقال، مؤكداً أن حرية الفكر والتعبير هي المقصود المباشر من عمليات اعتقال الأدباء والمفكرين. إلى ذلك ذكر ناطق باسم الحكومة المجرية امس ان المجريين الاثنين اللذين اعلنت السلطات المجرية امس انهم خطفا من مكاتب شركة يعملان فيها في جنوب شرقي سورية على قيد الحياة، وان «وزارة الخارجية والقنصلية المجرية في دمشق ومركز مكافحة الارهاب المجري يعملون معاً ليلاً ونهاراً من اجل انهاء مسألة الخطف بطريقة سلمية في اسرع وقت ممكن».