قالت مصادر المعارضة السورية انها تتوقع وصول «اسلحة نوعية» الى مقاتليها في الداخل، في وقت اكد الامين العام ل «الائتلاف الوطني السوري» مصطفى الصباغ امس «دخول دعم عسكري كبير ونوعي وهو الذي سمح لهم بتحقيق مكاسب كبيرة على الأرض». وتساهم هذه المعلومات في تفسير دعوة مجلس الافتاء الاعلى، السوريين وابناء الدول العربية والاسلامية الى «الجهاد» والانضمام الى القوات المسلحة، مقابل دعوة رجال دين معارضين الى «النفير العام»، وسط استعداد الطرفين لتطورات ميدانية بينها «معركة دمشق». واكدت صحيفة «الوطن» المقربة من السلطات أن الجيش السوري «يملك من الرجال والعتاد ما يكفي لأعوام مقبلة من الحرب»، لكنها حضت السوريين على تلبية دعوة مجلس الإفتاء. وتردد ان السلطات السورية الغت تأجيل التحاق الشباب بالجندية. وتحدث شهود عن إجبار شباب على الالتحاق، وخروج كثر منهم إلى دول مجاورة تجنباً لذلك. كما بثت مواقع معارضة تعرض «برج دمشق»، وهو اعلى مبنى تجاري وسط العاصمة، الى اقتحام من قبل قوات النظام امس. في المقابل، أعلنت «رابطة العلماء السوريين»، في بيان تلاه الشيخ ممدوح جنيد، من حي بابا عمرو في حمص، الى «النفير العام لتحرير سورية عامة ولإنقاذ حمص خاصة من براثن هذه الزمرة الحاقدة». كما حض «كلَّ السوريين الذين تتحقق فيهم شروط أهلية الجهاد على الدفاع عن وطنهم والذود عن حياضه». وهاجم الشيخ أنس سويد، أحد أبرز شيوخ باب السباع في حمص، في رسالة تلفزيونية، مفتي سورية احمد الحسون، واتهمه بأنه «شريك في كل الدماء التي سالت» وقال إن دمه «مهدور». وكررت الادارة الاميركية تحذيرها امس من احتمال استخدام النظام السوري اسلحة كيماوية «اذا شعر ان بقاءه في الحكم اصبح مهدداً». واعتبر جيمس كلابر مدير الاستخبارات الوطنية الاميركية ان النظام السوري قد يستخدم الاسلحة الكيماوية، بما في ذلك ضد شعبه، اذا لم تكفه الاسلحة التقليدية لضمان بقائه في الحكم. واوضح، في تقرير سنوي الى الكونغرس، ان «سورية تملك مخزونا كبيرا من غاز الخردل والسارين وغاز الاعصاب. ولديها مخزون كبير من الاسلحة بما فيها الصواريخ والقنابل الجوية، وبالتأكيد قذائف مدفعية يمكن استخدامها لنشر هذه المنتجات الكيماوية». واوضح كلابر ان هذا البرنامج «معقد وموزع جغرافيا مع مواقع تخزين واعداد وتصنيع». كما هناك خشية من ان تستولي مجموعات او افراد في سورية على هذه الاسلحة. سياسيا، خرج الجدل بين مصطفى الصباغ الامين العام ل «الائتلاف الوطني» السوري ورئيس «الائتلاف» معاذ الخطيب، الى العلن قبل الاجتماع المقرر في اسطنبول يومي 18 و19 الجاري. وأكدت مصادر معارضة أن الخطيب يتجه إلى تقديم استقالته في الاجتماع، وأن المجتمعين سيبتّون بين خياري تشكيل «هيئة تنفيذية» أو حكومة موقتة. وشدد الصباغ في رسالته إلى الخطيب، التي نشرتها مواقع إلكترونية سورية، وجوب تشكيل «حكومة موقتة» باعتبارها «الحكومة الشرعية التي تمثل السوريين وهي الضمان الوحيد لعدم تقسيم سورية»، رداً على قول الخطيب في رسالة سابقة إن تشكيل حكومة موقتة سيؤدي إلى أخطار جمة بينها التقسيم. ودافع الصباغ عن ضرورة الحصول على مقعد الجامعة العربية وحضور القمة العربية في الدوحة نهاية الشهر الجاري ب»كل رمزيتها السياسية ومستتبعاتها العملية سياسياً وإعلامياً ونفسياً وديبلوماسياً»، ذلك بموجب قرار المجلس الوزاري العربي الاخير. الى ذلك، كشف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان مسؤولين فرنسيين واميركيين يعملون مع الروس على اعداد «لائحة بمسؤولين سوريين تكون مقبولة» من «الائتلاف الوطني». من جهة اخرى، توقعت مصادر في مجلس الأمن أن يقوم الممثل الخاص المشترك الى سورية الأخضر الإبراهيمي بزيارة لنيويورك «لتقديم تقرير الى مجلس الأمن خلال الأيام العشرة المقبلة حول مشاوراته، وذلك قبل انتهاء فترة الرئاسة الروسية للمجلس في نهاية الشهر». ويتجه المجلس لمناقشة تعزيز إجراءات الأمن والسلامة في قوة مراقبة فك الاشتباك في الجولان (أندوف)، بناء على مقترحات سيقدمها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تقرير متوقع في 19 الشهر الحالي، «في ضوء تكرر الاعتداءات على أندوف وآخرها اعتداءان على نقطة تمركز تابعة لها في نهاية الأسبوع الماضي بالتزامن مع إطلاق سلاح جنودها المحتجزين في قرية جملة» حسب مصادر في الأممالمتحدة. وأكدت مصادر مطلعة أن بين الإجراءات وقف الدوريات الليلية. وقالت المصادر أن الأمين العام سيضمن تقريره اقتراحات حول تعزيز إجراءات الأمن والسلامة لجنود «أندوف» خصوصاً أن القوة غير مسلحة وليست مجهزة للدفاع عن نفسها. الى ذلك، حذرت منظمة «يونيسيف» من «ضياع جيل بأكمله من الأطفال في سورية» بسبب التدمير والقتل والتهجير التي يتعرض لها المدنيون، مشيرة الى أن «جهودها لمساعدة الأطفال السوريين مهددة بنقص التمويل بنسبة 80 في المئة». وتحدث التقرير عن أضرار كبيرة في المستشفيات فيما «غادرت الطواقم المتدربة الكثير من المراكز الصحية» وعن «المعاناة النفسية للأطفال في سورية بسبب رؤية أفراد عائلاتهم يقتلون أو يتعرضون للأهوال بمشاهد القتال». وحض المدير التنفيذي للمنظمة أنتوني لايك أطراف النزاع على «السماح بالوصول الى الأطفال المتأثرين بالنزاع أينما كانوا لأننا لن نتمكن من إيصال المساعدات إن لم نحصل على المساعدة».