تنطلق مساء اليوم الدورة السابعة من «أيام بيروت السينمائية» التي تحتضنها صالة «ميتروبوليس» بمشاركة نحو 50 فيلماً، إضافة إلى ندوات وجلسات تواصل. ويفتتح التظاهرة فيلم «وجدة»، الذي بات اليوم ذا سمعة تفيد بأنه أول شريط روائي سعودي تخرجه سيدة هي هيفاء المنصور، التي نالت عنه جوائز عدّة. ويتناول العمل حلم طفلة بشراء دراجة هوائية في مجتمع محافظ، وما ستعانيه جراء هذا الحلم، وكيف سيتغير وعيها لتكتشف أن ثمة مشاكل أكبر وأصعب من ركوب دراجة. منذ تأسيسها، تسعى الجمعية الثقافية «بيروت دي سي» (منظِّمة المهرجان) الى البحث عن مواهب جديدة وإعطائها فرصة للظهور، والدفاع عن حرية الرأي والتعبير بالصورة، انطلاقاً من إيمانها بأن السينما قادرة على التغيير، ومنذ الدورة الأولى (2001) غاصت في هموم الفرد والجماعة، وتوجهت إلى جيل سينمائي عربي، شاب، يريد الابتعاد عن عيون الرقابة المسبقة ورجال الاستخبارات. وتقدم الدورة الحالية 12 فيلماً طويلاً و17 فيلماً وثائقياً و19 فيلماً قصيراً (ستُعرض في ليلتين طويلتين)، وتتميز هذا العام باستضافتها ثلاثة أفلام روائية طويلة، إضافة الى وثائقي ومجموعة أفلام قصيرة من المغرب. ويكمن هذا التميز في أن هذه الأفلام إنما تعبر عن دعم الدولة المغربية للسينما، ما أسفر خلال سنوات قليلة عن بدء صناعة سينمائية حقيقية، في وقت كانت السينما المغربية لا تزال ترتكز بعض الشيء على الإنتاج المشترك. والأفلام هي «على الحافة» (ليلى كيلاني)، «يا خيل الله» (نبيل عيوش) و«موت للبيع» (فوزي بنسعيدي). كما تشارك الجزائر بفيلمين روائيين هما الروائي الطويل «التائب» (لمرزاق علواش، شارك في مهرجان كان الدولي 2012)، و «يما» (لجميلة الصحراوي، شارك في مهرجان البندقية 2012)، إضافة الى الوثائقي «فدائي» (لداميان أونوري). ومن تونس، تستضيف «أيام بيروت السينمائية» الوثائقي «يا من عاش» لهند بو جمعة، الذي كان قد سبق له أن شارك في مهرجان البندقية. وإلى هذا، يؤكد المهرجان أن الإنتاجات السينمائية لا تزال تتوالى من مصر، خصوصاً من مخرجين مستقلين يعرضون وجهة نظرهم في الثورة وما بعدها وما رافقها من توترات. ويبرز هنا الفيلمان الروائيان «الشتا إلّي فات» لإبراهيم البطوط، و «الخروج الى النهار» لهاله لطفي، التي تقدم عملها بشاعرية ملفتة. مشاركات متنوعة كما يشارك من فلسطين «لما شفتك» لآن ماري جاسر، و «في أحضان أمي» لمحمد وعطية الدراجي من العراق. في الوقت نفسه، لا تغيب الثورة السورية أيضاً عن المهرجان، إذ يستضيف «مشوار» للمخرج ميار الرومي، وهو فيلم روائي طويل من تمثيل اللبنانية ألكسندرا قهوجي وموسيقى زيد حمدان. وتكمل التظاهرة -على عادتها- دعمَها للسينما اللبنانية، فيُعرض «النادي اللبناني للصواريخ» لجوانا حاجي توما وخليل جريج، و «عصفوري» لفؤاد عليوان، إضافة إلى فيلم اليان الراهب «ليال بلا نوم»، كما وتشارك أفلام لمواهب لبنانية شابّة هي: «أبي يشبه عبد الناصر» لفرح قاسم، و«الحارة» لنيكولا خوري (إنتاج روزي الحاج)، و«استعادة النضال» لرائد ورانيا رافعي. ويقدم المهرجان لفتة إلى المخرجة تمارا ستابنيان عارضاً شريطها الوثائقي «جمر»، الذي يتناول نضال عائلة أرمنية خلال الحرب العالمية الثانية. ويختتم المهرجان «عالم ليس لنا» للفلسطيني مهدي فليفل (شارك في مهرجان برلين الدولي وما زال يحصد الجوائز الواحدة تلو الأخرى في المهرجانات الدولية)، وهو عمل شخصي يقوم فيه المخرج بعرض صورة ثلاثة أجيال عاشت المنفى في مخيم عين الحلوة لللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وإلى جانب هذه الأفلام المختارة والمتنوعة، تُنظّم الدورة أنشطة وندوات عدة، من أبرزها برنامج «دوك ميد» للتدريب على إنتاج الأفلام الوثائقية، وهو يستهدف منتجين أو مخرجين/ المنتجين العرب من الشرق الأوسط ودول المغرب العربي. وستعقد ثلاث دورات من البرنامج تضمّ ثلاث مجموعات مختلفة. والبرنامج مبادرة من «بيروت دي سي» (لبنان) و «أورو دوك» (فرنسا) و «دوك أ تونيس» (تونس)، بتمويل مشترك من «برنامج أوروميد السمعي البصري»، بالاشتراك مع «آرتي» فرنسا، وبدعم من مهرجان دبي. وإضافة إلى العروض وبرنامج التدريب، ينظم المهرجان ندوات وجلسات نقاش حول «صانعو الأفلام العرب ومؤسّساتهم السينمائية في زمن التغيير»، و «صور عائلية في الفيلم الوثائقي العربي»، و «معاً نحو إلغاء الرقابة المسبقة على الأعمال الفنية»، و «وزّع فيلمك عبر خدمة فيديو تحت الطلب»، إضافة إلى لقاء مع المخرج المصري إبراهيم البطوط، كما تنظّم إدارة ال «أيام» «جلسة تواصل» خاصّة بين منتجين ومموّلين ومشاركين عرب.