لا يخفي إبراهيم البطوط تفاؤله بمستقبل أفضل للسينما المستقلة في مصر والعالم العربي. فالعمل الجيد في رأيه يتحدث عن نفسه. البطوط اليوم واحد من رواد السينما المستقلة في مصر. واستقبلت دور العرض المصرية فيلمه الجديد «حاوي» ليعرض بعد تأخير طويل. في سينما سان ستيفانو في مدينة الإسكندرية كان العرض الأول فهي المدينة التي كانت شهدت تصوير الفيلم بالكامل، كما أن جميع المشاركين في الفيلم سواء خلف الكاميرا أو أمامها كانوا من مواليد الإسكندرية. «حاوي» هو ثالث أعمال البطوط السينمائية الطويلة بعد فيلميه «إيثاكي» (2005) و «عين شمس» (2000). الفيلم من تأليف البطوط وإنتاجه، كما اشترك في التمثيل مع مجموعة كبيرة من الممثلين السكندريين الجدد. الفيلم سبق أن عرض في العديد من المهرجانات الدولية حول العالم، وفاز بجائزة مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي كأفضل فيلم عربي. كما عرض أخيراً في المسابقة الرسمية لمهرجان تاورمينا السينمائي الإيطالي، كما توجه البطوط بفيلمه للمشاركة في مهرجان روتردام السينمائي الدولي في دورته الأربعين التي عقدت من 26 كانون الثاني (يناير) إلى 6 شباط (فبراير)، ليشارك في مسابقته الرسمية وحصل هناك على تنويه لمستواه الفني الجيد. وبعدها شارك الفيلم في مهرجان فجر السينمائي في دورته التاسعة والعشرين في العاصمة الإيرانية طهران في شباط الماضي. كما شارك في الدورة الرابعة لمهرجان الخليج السينمائي في دبى في نيسان (أبريل) الماضي. في شكل عام يرسم الفيلم صورة لمدينة الإسكندرية، حيث يعيد البطوط خلق قصص الحياة اليومية مخاطباً المصريين بكل فئاتهم بلغتهم الخاصة، ويخلق كذلك حالاً من الترقب والتأمل لدى المشاهد تجعله جزءاً من أحداث الفيلم بواقعيته مع الاحتفاظ بالخط السينمائي. ويعد البطوط أحد أبرز مخرجي السينما المستقلة في مصر والعالم العربي حيث نالت أفلامه الثلاثة رضا النقاد والمتفرجين. ولد البطوط في 20 أيلول (سبتمبر) 1963 في بورسعيد وتخرج في الجامعة الأميركية في القاهرة عام 1985 حيث درس الفيزياء. وبدأ عشقه للكاميرا في دار إنتاج فيديو القاهرة، وهي شركة تقدم تسهيلات لمحطات التلفزيون الأجنبية، حيث عمل هناك مهندساً للصوت. وبعد فترة قصيرة بدأ تجاربه في صناعة الأفلام وتعلّم المهارات الواجب على المصورين والمحررين والمخرجين السينمائيين إتقانها. وبعد ذلك عمل لمدة عام في محطة التلفزيون البريطانية TV AM في قبرص. ومنذ ذلك الوقت عمل مخرجاً سينمائياً ومنتجاً ومصوراً يركز على مسائل الضياع الإنساني والمعاناة واللجوء وذلك منذ عام 1987، كما أخرج الكثير من الأفلام الوثائقية لمحطات تلفزيونية عالمية مثل ZDF الألمانية وTBS اليابانية وARTE الفرنسية. وحصلت أفلام البطوط الوثائقية على عدد من الجوائز الدولية مثل جائزة إكسيل سبرنغر في ألمانيا (1994 و2000) وجائزة إيكو المرموقة التي تقدمها جمعية التسويق المباشر (1996). وفي مطلع عام 2004 انتقل البطوط إلى عالم الأفلام الروائية؛ حيث أخرج الفيلم الروائي «إيثاكي» (2005). أما فيلمه الروائي الثاني «عين شمس» (2008) فحصل على جائزة الثور الذهبي، وهي أعلى جائزة تمنح في مهرجان تارومينا السينمائي الإيطالي في 2008.