علمت «الحياة» من مصادر رئاسية يمنية أمس أن القوى السياسية بمن فيها جماعة الحوثيين توافقت مع الرئيس عبدربه منصور هادي على تأجيل حسم اختيار رئيس الوزراء الذي سيكلف تشكيل حكومة الشراكة، وذلك إلى ما بعد إجازة عيد الأضحى، في وقت تلوح نذر تجدد المواجهات بين أنصار الجماعة ومسلحي القبائل الموالين لحزب التجمّع اليمني للإصلاح في محافظة الجوف، غداة هجوم على نقطة تفتيش للحوثيين، سقط فيه ستة قتلى. في غضون ذلك بدأ مسلحو «اللجان الشعبية» الحوثية الذين يحكمون سيطرتهم على صنعاء منذ سقوطها في قبضتهم قبل أسبوعين، ارتداء الزي الرسمي لقوات الأمن وعليه شعار الجماعة، ما يؤكد جانباً من جوهر المفاوضات الجارية مع السلطات لدمج المسلحين الحوثيين في أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية، بدل انسحابهم من العاصمة. وأكدت مصادر رئاسية ل «الحياة» أمس أن القوى السياسية توافقت مع هادي على تأجيل اختيار رئيس جديد للوزراء إلى ما بعد إجازة العيد، بعد الإخفاق في تسمية شخصية تستجيب الشروط المحددة في اتفاق «السلم والشراكة الوطنية»، وأهمها الاستقلالية والنزاهة والكفاءة. وذكرت المصادر أن «عدداً من الشخصيات التي حظيت بموافقة كل القوى لشغل المنصب، اعتذرت عن عدم تولي المسؤولية بسبب حساسية الأوضاع التي يمر بها اليمن، ومخاوفها من عدم قدرتها على إرضاء كل الأطراف المتصارعة، بخاصة جماعة الحوثيين التي باتت عملياً تتحكم بكل مفاصل الدولة، استناداً إلى قوة السلاح». وكان سفراء الدول العشر الراعية للعملية الانتقالية حضّوا في بيان أصدروه ليل أول من أمس على توافق القوى السياسية سريعاً في اختيار رئيسٍ للوزراء «تنطبق عليه المعايير المحددة في اتفاق السلم والشراكة الوطنية، ليتم استكمال تنفيذ الخطوات التالية في الاتفاق، ومن ضمنها إزالة كل نقاط التفتيش والمخيمات غير النظامية». وهذه إشارة إلى خيم المسلحين الحوثيين في العاصمة. وفيما أعلن تنظيم «القاعدة» في اليمن تبنّيه هجومين أكد أنهما استهدفا عناصر حوثية في عمران وصنعاء في الأيام القليلة الماضية، لاحت نُذُر تجدُّد المواجهات بين الحوثيين ومسلّحي القبائل الموالين لحزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين) في محافظة الجوف (شمال شرقي صنعاء). وكانت توقفت الشهر الماضي بعدا اتفاق هدنة سعى إليها زعماء قبليون مستقلون. في غضون ذلك، قالت مصادر محلية ل «الحياة» إن «تعزيزات مسلّحة للحوثيين أرسلت أمس من مناطق الغيل والمصلوب والصفراء في محافظة الجوف إلى مديرية «خب والشعف» في المحافظة، غداة هجوم استهدف نقطة تفتيش للجماعة وأوقع ستة قتلى في منطقة المهاشمة». وفي حين اتهم الحوثيون عناصر قبلية من حزب «الإصلاح» بالوقوف وراء الهجوم، نفى مسلحو القبائل صلتهم به مرجّحين قيام عناصر من تنظيم «القاعدة» بتنفيذه. كما حذّروا من أن «الحوثيين يسعون إلى تفجير الأوضاع مجدداً في المحافظة وخرق اتفاق وقف النار، متذرّعين بالهجوم الأخير».