استمرت أمس الاشتباكات العنيفة في منطقة الجوف اليمنية (شمال غربي صنعاء) بين القبائل الموالية لحزب «التجمع اليمني للإصلاح» الذي يتزعم تكتل «اللقاء المشترك» المعارض، وبين العناصر التابعة لزعيم حركة «الحوثيين» في محافظة صعدة المجاورة عبدالملك الحوثي، واستخدمت فيها مختلف انواع الاسلحة. وبلغت حصيلة المواجهات في خلال اسبوع اكثر من 60 قتيلاً، إضافة إلى عشرات الجرحى من الطرفين. ويحاول «الحوثيون» انتزاع السيطرة على محافظة الجوف من أيدي القبائل الموالية لتجمع الإصلاح وأحزاب المشترك التي كانت فرضت نفوذها عليها أواخر شباط (فبراير) الماضي بعد انسحاب وحدات الجيش وقوات الأمن، واقتحام قبائل الإصلاح لمعسكرات الجيش والاستيلاء على ما تبقى فيها من أسلحة وذخائر وعتاد، ما أثار غضب الحوثيين. وقدرت مصادر قبلية في الجوف عدد قتلى المعارك بين الطرفين منذ خمسة اشهر بنحو 500 من الطرفين، بينهم 420 قتيلاً من الحوثيين. وقالت مصادر محلية متطابقة في الجوف إن المواجهات العنيفة بين مسلحي المشترك والحوثيين والتي تجددت الجمعة الماضي خلفت في غضون اسبوع ما لا يقل عن 60 قتيلاً على الأقل من الجانبين، عقب إنهيار هدنة توصلت اليها قبل نحو شهر لجنة وساطة من «اللقاء المشترك» وترافقت مع جهود لاقامة تحالف واضح بين الحوثيين و «المشترك» ضد نظام الرئيس علي عبدالله صالح. وأضافت المصادر ان 15 مسلحاً تابعين لتجمع الإصلاح قتلوا، وأصيب 20 آخرون بجروح في اشتباكات اليومين الماضيين في حين سقط عشرة قتلى واكثر من 30 جريحاً للحوثيين. وأشارت الى ان الحوثيين تمكنوا من التقدم أربعة كيلومترات في اتجاه معسكر اللواء 115 الذي سيطر عليه عناصر الاصلاح. وكانت مصادر محلية في الجوف تحدثت مطلع الاسبوع عن سقوط 18 قتيلاً من أتباع الحوثي بينهم فرحان الحوثي شقيق عبدالملك. وأشارت الى قيام مجموعات كبيرة من انصار الحوثي أول من أمس بدهم مواقع القبائل الموالية ل «المشترك» بهدف السيطرة على مركز المحافظة ومقر اللواء العسكري هناك، واستمرت المعارك أكثر من 15 ساعة. وأوضحت ان جثث بعض القتلى لم يتسن رفعها الا مع حلول الليل. في غضون ذلك، طالبت قيادات في أحزاب «اللقاء المشترك» بمحافظة الجوف لجنة الوساطة ب «اتخاذ موقف جريء يعلن ما يحدث من انتهاك وتعسف من قبل أتباع الحوثي». وأرجعت القيادات تجدد المواجهات إلى ما قالت إنه «ارتباط الحوثي بعناصر أمنية تعمل على خلق الشقاق بين كل القوى الوطنية والسياسية المؤيدة للثورة». وطالبت «القيادة العليا للمشترك في صنعاء بسرعة إطلاع الناس على حقيقة ما يحدث وتوضيح ان الحوثي وأتباعه هم المتعنتون الذين يرفضون التزام الهدنة ويرفضون كل الحلول المطروحة، وهو ما يمثل خيانة للثورة».