احتدمت المواجهات مع جماعة الحوثيين في اليمن، وسقط 51 قتيلاً، فيما حققت الجماعة تقدُّماً ميدانياً. وطغت المواجهات مع الحوثيين أمس على الجهود المتواصلة التي يبذلها المبعوث الأممي جمال بنعمر لإنعاش المفاوضات بين السلطات اليمنية والجماعة المسلحة التي يطوِّق آلاف من أنصارها صنعاء منذ نحو شهر، ويعتصمون في خيم تطوِّق وزارات ودوائر رسمية، مطالبين بإسقاط الحكومة وإلغاء الزيادة في أسعار الوقود، وإشراكهم في القرار السياسي. وأفادت مصادر قبلية وأمنية بأن أربعين شخصاً قُتلوا أمس مع احتدام المواجهات المستمرة منذ ثلاثة أشهر بين الحوثيين وقوات حكومية مدعومة بمسلّحين قبليّين موالين لحزب التجمُّع اليمني للإصلاح في محافظة الجوف، كما سقط 14 قتيلاً في مواجهات اندلعت في قرية القابل بمنطقة وادي ظهر (15 كيلومتراً شمال غربي العاصمة). وذكرت المصادر أن «الحوثيين سيطروا على مواقع خصومهم في مديرية الغيل وأجبروهم على الانسحاب من محيط منزل القيادي في حزب الإصلاح، الحسن أبكر، إلى منطقة وادي السلمات الواقعة بين مديريتي الغيل والحزم، على رغم غارات للطيران الحربي اعتُبِرت الأعنف وطاولت المواقع المتقدمة للجماعة». وتحدث الناطق الرسمي باسم الحوثيين محمد عبدالسلام عن تقدُّم جماعته في المواجهات، وكتب على صفحته في «فايسبوك» أمس: «بعون الله وفضله وتأييده، وبعد غطرسة وتجبُّر من العناصر التكفيرية التابعة لحزب الإصلاح في محافظة الجوف، طُرِد التكفيريون من مناطق واسعة كانوا تمترسوا فيها وولّوا هاربين بعدما رفضوا كل دعوات التصالح والتعايش». وتتكتَّم الجماعة على خسائرها البشرية في المواجهات التي تشمل مديريتي الغيل ومجزر وتمتد إلى مناطق في محافظة مأرب المجاورة. لكن مصادر قبلية وأمنية أشارت أمس إلى سقوط «ثلاثين حوثياً أثناء هجومهم للسيطرة على منزل القيادي الإصلاحي الحسن أبكر، في مقابل سقوط عشرة في صفوف خصومهم القبليين والعسكريين». وفي ضاحية «وادي ظهر» شمال غربي العاصمة روى شهود أن «الحوثيين اشتبكوا صباحاً مع مرافقي ضابط يدعى صالح عامر ويعمل سكرتيراً لمستشار الرئيس اليمني لشؤون الأمن والدفاع علي محسن الأحمر، وهو الخصم الأول للحوثيين، ما أسفر عن سقوط 14 قتيلاً على الأقل بينهم نجل عامر». وأضافت المصادر أن منطقة «وادي ظهر» التابعة لقبائل همدان «تشهد توتراً واسعاً يُنذِر بتجدُّد المواجهات، في حين يحاول زعماء قبليون احتواء الوضع». وأفاد شهود بأن «الحوثيين فجَّروا أربعة منازل لقادة في حزب الإصلاح، ودمَّروا مقر الحزب في المنطقة». وكان مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بنعمر أكد أنه يواصل مشاوراته مع الأطراف المعنيين، في محاولة لبدء جولة جديدة من المفاوضات مع الحوثيين بعد انهيار الجولة الأولى، أملاً بالتوصل إلى اتفاق يلبي مطالبهم بتشكيل حكومة وحدة وطنية وخفض سعر الوقود ووضع جدول زمني لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، في مقابل وقف الجماعة احتجاجاتها وسحب مسلحيها الذين يحاصرون صنعاء من كل الاتجاهات.