باشرت المحكمة العسكرية في لبنان امس برئاسة العميد الركن نزار خليل، محاكمة اللبناني محمود قاسم رافع المتهم بخمس دعاوى في جرائم التعامل مع اسرائيل، واغتيال الاخوين محمود ونضال المجذوب في صيدا عام 2006، واغتيال جهاد جبريل عام 2002، واغتيال المسؤول في «حزب الله» حسين صالح عام 2003 بواسطة سيارات مفخخة. واستجوبت المحكمة امس رافع في جريمة اغتيال الاخوين مجذوب بحضور وكيله المحامي انطوان نعمة. وهو كان اوقف في اوائل حزيران (يونيو) عام 2006 على أثر الجريمة التي وقعت في 26 ايار (مايو) من العام نفسه. وفيما اعترف رافع بتعامله مع الاستخبارات الاسرائيلية عبر التواصل مع ضباط من الموساد، نفى علمه المسبق بعملية الاغتيال التي نفذها الفلسطيني الفار حسين خطاب والمدعو جورج، في حين ادلى بمعلومات دقيقة عن الجريمة التي ساعد في تنفيذها بإحضار سيارة من المطار تم تفجيرها بالاخوين مجذوب، وتقديمه مساعدات لوجستية سهلت اتمام العملية. وقال رافع: «لم اكن اعلم بموضوع الجريمة الا بعد حصولها، وقد اكون مشتركاً فيها، انما ليس عن سابق تصور وتصميم». وأضاف: «لم اكن اعلم الهدف من استعمال السيارة التي طلب مني الاسرائيليون احضارها من موقف المطار، اذ رحت اتنقل بها الى ان طلبوا مني استئجار سيارة فان مقفلة والحضور بها الى محلة العديسة، وهناك حضر المدعوان فؤاد وجورج ونقلا الى سيارة الفان باب سيارة مرسيدس وجهازي كومبيوتر واتصال قالا انها لسيارة حسين خطاب التي ستصبح مثل سيارة جيمس بوند». وروى رافع المراحل التي تم فيها التحضير للعملية باستبدال باب سيارة المرسيدس بباب مفخخ وركن السيارة امام منزل المجذوب في صيدا وتفجيرها بالاخوين بعدما تلقى جورج اشارة بذلك من ضابط اسرائيلي. وأكد انه في تلك المرحلة لم يكن يعلم ما كان يحصل وانه تلقى مبلغ 8 آلاف دولار مقابل الخدمات التي قدمها خلال المرحلة ذاتها. وكان رافع استعرض في مستهل استجوابه، مرحلة تعامله مع الموساد الاسرائيلي منذ عام 1993 حتى تاريخ توقيفه، وقال ان تعامله في البدء اقتصر على نقل رسائل من الضباط الاسرائيليين الى حسين خطاب، وكان يزور اسرائيل بطلب منهم وكان يخضع لفحص على آلة الكذب، وتسلم في احدى المرات جهاز اتصال موضوعاً بكومودينا كان ينقلها معه اينما حل لأن الاسرائيليين طلبوا منه تبديل مكان سكنه كل فترة فاستأجر شاليهات في طبرجا وانطلياس. وعن المعلومات التي كان يزودهم بها، قال رافع انهم لم يطلبوا منه مطلقاً معلومات عن «حزب الله» او مواقع عسكرية او عن الدولة، انما زودوه بجهاز متطور لاحقاً لمساعدة اشخاص مجهولين من قبله على التنقل في لبنان لزرع بريد في عدد من المناطق يحتوي على حقائب مدرسية مملوءة بالمال. ونفى رافع معرفته بأي من المدعى عليهم اللبنانيين بالتعامل مع اسرائيل، مصراً على القول ان عناصر الموساد لم يطلبوا منه تنفيذ اي مهمة امنية.