يُبدي خبراء سويسريون مخاوف من تقلبات قوية محتملة لليورو والدولار أمام الفرنك، الذي ينتمي إلى مجموعة عملات يمكن، وفق تقلّبها، أن تصنع ثروات في يوم واحد أو أن تسبب كوارث لرجال أعمال ومؤسسات مالية كبرى. حالياً، يسجل اليورو إنهياراً أمام الدولار، فقيمته تراجعت بنحو تسعة في المئة منذ تموز (يوليو) الماضي، وفي أيلول (سبتمبر) وحده، خسرت أمام الدولار ثلاثة في المئة. ولا يستبعد خبراء أن تنزلق قيمة اليورو من نحو 1.27 إلى 1.20 بحلول نهاية السنة. وتعززت قيمة الدولار أمام الدولارين النيوزلندي والأسترالي، ويعزو مراقبون سويسريون قلقون من اضطراب التداولات بالفرنك السويسري، إنهيار اليورو أمام الدولار إلى سببين، فالقوة الشرائية للمتداولين باليورو عززت قيمته خمسة في المئة، على الأقل أمام العملة الأميركية لكن هذه القوة بدأت تتآكل. من جهة أخرى، بدأت صناديق سيادية واستثمارية إعطاء الثقة مجدداً للدولار بعدما تراجعت في السنوات الأخيرة، علماً أن هذه الصناديق تهيمن على 70 في المئة من أسواق الصرف العالمية وتحقق أرباحاً سنوية لا تقل عن 225 بليون فرنك (247.5 بليون دولار). ولا شك في أن لثقل قرارات المستثمرين الدوليين دور في تعقيد الأمور بالنسبة الى سعر صرف اليورو، اذ راهنوا لسنوات على انتعاش اقتصادات دول اليورو وعلى تراجع أسعار الفوائد الأوروبية، كما اشتروا أسهماً وسندات خزانة أوروبية بالبلايين من الدولارات. وتلعب السياسات التوسعية لمجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي دوراً في اتخاذ قرارات مهمة لديهم. لكن المحللين السويسريين يرون في تحركات هؤلاء المستثمرين في الشهور المقبلة، منحى مهماً. فالمؤشرات، المالية والاقتصادية، الصادرة من الولاياتالمتحدة، إيجابية جداً على عكس خيبة الأمل التي تعكسها المؤشرات الأوروبية الموازية. ويلفت المحللون السويسريون إلى أن تذبذبات مؤشر «إيفو» الألماني ستكون مصيرية. ففي الوقت الحاضر، يعكس هذا المؤشر شللاً في الاقتصاد الألماني. وفي موازاة ذلك، يجزم الخبراء بأن السياسة التوسعية ل «الاحتياط الفيديرالي» قاربت نهايتها. الى ذلك، يجب الأخذ في الاعتبار أن الاصلاحات الغائبة عن دول أوروبية عدة، فضلاً عن انعدام الثقة بالقرارات الجيوسياسية الأوروبية، كانت سبباً في تراجع قيمة اليورو أخيراً. أما سويسرياً، فسيتراجع الفرنك أمام الدولار في شكل شبه متواصل حتى نهاية السنة. وفي أيار (مايو) الماضي كانت قيمة الدولار أمام الفرنك السويسري نحو 0.87 لكنها اليوم تبلغ 0.9484، ما يعني أنها زادت تسعة في المئة في الأشهر الأربعة الأخيرة. وفي ما يتعلق باليورو، يتوقع الخبراء أن تُترجم معادلة «فرنك سويسري يساوي يورو»، قريباً في حال واصلت العملة الموحدة تراجعها أمام الدولار.