صعد الدولار أمس إذ تغيرت اهتمامات المستثمرين بعد جولة جديدة من الإنعاش النقدي أطلقها مجلس الاحتياط الفيديرالي (البنك المركزي) الأميركي كما كان متوقعاً، ما دفع بعضهم إلى جني أرباح على المراكز الدولارية المدينة. وعزز الدولار مكاسبه أمام الين وكان منتظراً أن يرتفع بشكل أكبر نتيجة توقعات بأن يعلن «بنك اليابان» مزيداً من تدابير الإنعاش النقدي. وقد تسفر انتخابات تجري في اليابان الأحد عن انتخاب رئيس وزراء جديد من المرجح أن يكثف الضغوط على «المركزي» الياباني لاعتماد سياسات إنعاش قوية. وفي خطوة لم يسبق أن اتخذها من قبل، أعلن مجلس الاحتياط أنه سيبقي أسعار الفائدة قريبة من صفر إلى أن تنخفض البطالة إلى 6.5 في المئة، وتعهّد بمواصلة ضخ مزيد من الأموال في الاقتصاد. ورأى أن التزامه إبقاء الفائدة مستقرة لحين تحقيق معدل البطالة المستهدف الجديد سيستمر، ما دامت التوقعات لمعدل التضخم لا تتجاوز 2.5 في المئة لسنة أو سنتين مستقبلاً. وتعهد مسؤولو «المركزي الأميركي» شراء ما قيمته 45 بليون دولار من سندات الخزانة إضافة إلى 40 بليون دولار شهرياً من السندات المضمونة برهون عقارية، والتي بدأ المجلس شراءها في أيلول (سبتمبر). وفي إطار برنامج المشتريات الذي سينتهي نهاية الشهر الحالي، اشترى «مجلس الاحتياط» ما قيمته 45 بليون دولار شهرياً من سندات الخزانة الطويلة الأجل باستخدام حصيلة بيع ديون قصيرة الأجل. وستموّل الجولة الجديدة من مشتريات السندات الحكومية من طبع نقود جديدة ما يرفع الموازنة العمومية للمجلس إلى 2.8 تريليون دولار. ووافق صانعو السياسة النقدية في مجلس الاحتياط على الخطة الجديدة بغالبية 11 صوتاً ضد صوت واحد. وفي الأسواق، ارتفع مؤشر الدولار 0.12 في المئة إلى 79.91 ليتعافى من أدنى مستوياته في أسبوع عند 79.711 والذي سجله أول من أمس بعد قرار «المركزي» الأميركي. وأمام الين سجل الدولار 83.40 ين مقترباً من أعلى مستوياته عام 2012 والذي سجله في آذار (مارس) عند 84.187 ين. واستقر اليورو عند 1.3070 دولار مبتعداً عن ذروته خلال الجلسة عند 1.31005 دولار. وارتفع الفرنك السويسري قليلاً أمام اليورو بعدما أبقى «البنك المركزي السويسري» على الحد الأدنى لليورو مقابل الفرنك عند 1.20 فرنك. وهبطت العملة الأوروبية إلى أدنى مستوياتها خلال الجلسة لتبلغ 1.2105 فرنك من نحو 1.2117 قبل الإعلان. في شأن مختلف، جمّد «بنك كوريا» المركزي معدل الفائدة الرئيس خلال كانون الأول (ديسمبر) عند نسبة 2.75 في المئة للشهر الثاني على التوالي، وفق ما أعلنت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب». وتوقع حاكم المصرف المركزي، كيم شونغ سو، أن يكون معدّل النمو في الربع الرابع من السنة أدنى مما قدّر بنحو 0.08 في المئة، ما يشير إلى أن النمو السنوي لن يبلغ توقعات المصرف عند 2.4 في المئة. ورأى أن «الخطر الكوري الشمالي خلّف أثراً محدوداً على أسواق المال لكن الأمر يستحق «مراقبة وثيقة». الذهب إلى ذلك، انخفض الذهب نحو واحد في المئة متأثراً بقرارات مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي، ما زاد المخاوف من احتمال أن تكون أي إجراءات للإنعاش النقدي في المستقبل محدودة. وتراجع سعره في المعاملات الفورية واحداً في المئة إلى 1693.80 دولار للأونصة قبل أن يعوض بعض خسائره ليصل إلى 1699.20 دولار. وتراجع في العقود الأميركية نحو 1.3 في المئة إلى 1695.5 دولار للأونصة قبل أن يتعافي مسجلاً 1701.40 دولار. وتوقع متعاملون أن يرتفع الطلب على الذهب الفوري بعد هبوط الأسعار دون مستوى 1700 دولار. وتحدد السعر في جلسة القطع الصباحية في لندن عند 1694.75 دولار للأونصة، انخفاضاً من 1716.25 دولار في جلسة القطع السابقة. الأسهم الأوروبية تتراجع لندن، طوكيو - رويترز - هبطت الأسهم الأوروبية أمس حيث طغى استمرار المخاوف من إجراءات تقشّفية مزمعة في الولاياتالمتحدة قد تؤثر سلباً في نمو أكبر اقتصاد في العالم على خطوات تحفيزية جديدة من مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي (البنك المركزي). وتراجع مؤشر «يوروفرست 300» لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.1 في المئة إلى 1138.60 نقطة، مبدداً مكاسب أول من أمس التي بلغت 0.1 في المئة. وفي أنحاء أوروبا، ارتفع مؤشر «فايننشال تايمز 100» البريطاني 0.1 في المئة و»كاك 40» الفرنسي 0.2 في المئة، ولم يطرأ تغير على مؤشر «داكس» الألماني. وفي طوكيو، ارتفع مؤشر «نيكاي» القياسي للأسهم اليابانية أمس، متجاوزاً 9700 نقطة للمرة الأولى منذ أوائل نيسان (أبريل)، إذ حظيت الشركات المصدّرة بدعم من تراجع الين بفعل توقعات متزايدة بلجوء البنك المركزي الياباني لمزيد من إجراءات التيسير النقدي. وارتفع مؤشر «نيكاي» لأسهم الشركات اليابانية الكبرى 1.7 في المئة إلى 9742.73 نقطة، مسجلاً أعلى مستوى إغلاق منذ 5 نيسان الماضي. وزاد مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً واحداً في المئة إلى 799.21 نقطة.