يبدأ الرئيس محمود عباس اليوم الأحد جولة أوروبية وعربية تشمل فرنسا وإسبانيا ومصر وقطر وليبيا تهدف الى جلب تأييد دولي للموقف الفلسطيني من المفاوضات والاستيطان قبيل اعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما اطلاق المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة الشهر المقبل. وبحسب مصادر مطلعة، فإن الهدف وراء الجولة هو اجراء اتصالات مع زعماء وقادة لهم علاقات حسنة مع الادارة الأميركية بغية شرح الموقف الفلسطيني من الاستيطان ومن العملية السلمية. ولا يخفي الفلسطينيون مخاوفهم من احتمال إقدام الادارة الأميركية على اطلاق المفاوضات في حال عدم نجاح جهودها في تحقيق الوقف التام للتوسع الاستيطاني الاسرائيلي في الضفة الغربية بما فيها القدس وفقاً لما تنص عليه خطة «خريطة الطريق» الدولية التي وضعتها اللجنة الرباعية بغرض استئناف المفاوضات قبل أن تتوقف عقب اندلاع الانتفاضة في أيلول (سبتمبر) عام 2000. ويتوقع أن يعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما لدى مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة الشهر المقبل اطلاق المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية. ويتوقع الجانب الفلسطيني أن يعلن أوباما هدف هذه المفاوضات، وهو التوصل الى اتفاق يستند الى حل الدولتين. وتسعى الادارة الأميركية الى حمل اسرائيل على وقف الاستيطان ليتسنى بدء المفاوضات مع الفلسطينيين. إلا أن حكومة بنيامين نتانياهو ترفض التجميد الكلي للاستيطان، وتعرض صيغاً لتجميد جزئي لا يشمل مدينة القدس. ومن المقرر أن يصل المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل إلى الأراضي الفلسطينية واسرائيل في غضون أسبوعين لمواصلة لقاءاته مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لهذا الغرض. وكان ميتشل التقى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في لندن نهاية الأسبوع الماضي. لكن لقاءهما لم يسفر عن أي اتفاق أو تفاهم في شأن وقف الاستيطان. وأبلغ ديفيد هيل مساعد جورج ميتشل الرئيس محمود عباس عقب اللقاء بعدم التوصل الى تقدم. لكنه أبلغه أيضاً بأن الجهود الأميركية مستمرة في هذا الاتجاه. ويسعى الجانب الأميركي الى جمع الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي في لقاء مشترك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك أواخر الشهر المقبل. لكن مسؤولين فلسطينيين قالوا إن أي لقاء بين عباس ونتانياهو لن يعني استئناف المفاوضات ما لم يترافق ذلك مع وقف كامل للاستيطان. وفي غضون ذلك، ألمحت وزارة الخارجية الأميركية الى أن وقف الاستيطان ليس شرطاً مسبقاً لاستئناف المفاوضات، الأمر الذي اعتبره مراقبون مرونة أميركية جديدة ازاء الرفض الاسرائيلي للتجميد الكلي للاستيطان. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية بي جي كراولي خلال مؤتمر صحافي أول من أمس: «نطرح أفكارنا علانية وسراً في شأن طرق استئناف المفاوضات، لكن في نهاية المطاف، فإن من حق الطرفين المعنيين، وبمساعدتنا، تحديد ما إذا كانت نقطة الانطلاق هذه قد تحققت». الى ذلك، يبدأ الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا اليوم جولة في المنطقة تشمل مصر وسورية ولبنان والاراضي الفلسطينية وإسرائيل.