أوضح رئيس بعثة صندوق النقد الدولي لدى السعودية تيم كالين أن الصندوق وجّه حزمة من النصائح للسعودية، في مقدمها خلق فرص وظيفية جيدة للشباب السعودي الذي يعد أعلى نسبة في عدد السكان، إضافة إلى مزيد من الإنفاق على البنية التحتية. وقال كالين في تصريح إلى «الحياة» أمس، إنه في ما يتعلق بالتحديات التي تواجه المملكة، فقد «نصح الصندوق بالتركيز على القروض التي تُمنح للمواطنين لتملّك المنازل وتسهيلها، حتى يمتلك الأفراد منازل خاصة بهم، في ظل تزايد سكاني مستمر. وأكد أنه من المهم أن تراعي المملكة أن هناك حاجة كبيرة لأخذ القروض من المصارف، وأن تكون بطريقة أسهل». وأشار إلى أن السعودية تواجه تحدي مواكبة النمو الاقتصادي والاستمرار عليه بخلق الفرص الوظيفية، مؤكداً أهمية ألا تعتمد المملكة في إيراداتها على النفط فقط، إذ من المحتمل أن تنخفض أسعاره، ما يؤدي إلى تراجع الإيرادات مستقبلاً، وعليها أن تنوع مصادر الإيرادات، وخلق فرص أخرى للموارد المالية، وتساءل في حال انخفاض أسعار النفط ماذا ستفعل المملكة؟ إلى ذلك، عقد صندوق النقد الدولي حلقة نقاش مع الإعلاميين السعوديين في المعهد المصرفي بالرياض أمس، وأشرف عليها رئيس بعثة الصندوق لدى السعودية تيم كالين، تطرق فيها إلى الفروقات بين صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ودور الصندوق في دعم الدول التي تتعرض لأزمات مالية، وتاريخ نشأة الصندوق وأول قرض سلمه لفرنسا عام 1947. وكان نحو 15 إعلامياً حضروا الحلقة مطلع الأسبوع الجاري من وسائل إعلامية مختلفة، ودار خلال الجلسة الأخيرة حوار بين الصحافيين والمدير التنفيذي للمملكة لدى صندوق النقد الدولي الدكتور أحمد الخليفي، بعد أن وجّه الأخير انتقادات حول عدم حضور الصحافيين لتغطية اجتماعات الصندوق في واشنطن، التي يعتبرها «مغيبة» باستثناء قناة «العربية». ورد الصحافيون على اتهام الخليفي بأن مؤسساتهم لا تسمح لهم بتغطية تلك الاجتماعات، كما لا تتكفل بجميع مصاريف السفر للتغطية، إلى جانب عدم وجود ترحيب من القائمين بالداخل على الشأن المالي، وبخاصة وزير المالية الذي قال الصحافيون إنه لا يتجاوب معهم. غير أن الخليفي أوضح أن حلقة النقاش جاءت بمبادرة من وزير المالية السعودي الدكتور إبراهيم العساف، بهدف أن تتعرف الصحافة على صندوق النقد الدولي. وأشار إلى أن اقتصاد السعودية كان يجري بشكل سلس ويعمل على خلق فرص عمل بشكل جيد.