في وقت كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري يلتقي سياسيين مصريين في أحد فنادق القاهرة للحديث عن تصورهم للتطوارت السياسية في البلاد، كانت الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين في المنصورة أمام مقر مديرية الأمن القديمة الذي اقتحمه محتجون تزداد ضراوة بعد تشييع شاب دهسته مدرعة للشرطة وجرح عشرات آخرين في مواجهات اندلعت ليل الجمعة واستمرت حتى مساء أمس. ويلتقي كيري اليوم الرئيس محمد مرسي ووزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي قبل أن يختتم زيارته بلقاء ممثلي المجتمع المدني. وكان الوزير الأميركي التقى أمس الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والقيادي في «جبهة الإنقاذ الوطني» المعارضة عمرو موسى واتصل هاتفياً بالمنسق العام للجبهة محمد البرادعي. وعقد الوزير الأميركي لقاء مع عدد من ممثلي الأحزاب، منهم رئيسا حزبي «غد الثورة» أيمن نور و»الإصلاح والتنمية» محمد أنور السادات والأمين العام لحزب «المؤتمر» محمد العرابي والقياديان في حزب «الدستور» جميلة اسماعيل وسامح مكرم عبيد والنائب السابق محمد أبو حامد، قبل أن يجتمع مع وفد من رجال الأعمال. وبعدها التقى نظيره المصري محمد كامل عمرو، وسط تظاهرة لمعارضين أمام مقر وزارة الخارجية أحرقوا خلالها صوراً لكيري. وقال كيري خلال لقاء مع رجال أعمال مصريين مساء أمس «إنه أمر أساسي للغاية وعاجل أن يصبح الاقتصاد المصري أقوى وأن يقف على قدميه مجدداً. ومن الواضح بالنسبة إلينا أنه لابد من إبرام الاتفاق (بين القاهرة) وصندوق النقد الدولي»، مشيراً إلى أن الاتفاق سيعيد «الثقة» إلى السوق المصرية. وأضاف «عندما أتحدث إلى الرئيس مرسي سأتحدث عن وسائل محددة للغاية ترغب الولاياتالمتحدة والرئيس أوباما» في مساعدة مصر من خلالها، «بما في ذلك الدعم الاقتصادي لصادرات القطاع الخاص المتزايدة إلى الولاياتالمتحدة. لكن هناك أموراً لا يمكن القيام بها إلا إذا توافرت الثقة»، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة «ستحدد خياراتها على أساس أن مصر ستتخذ القرارات الاقتصادية الرئيسية الصحيحة» التي تسمح بإبرام الاتفاق مع صندوق النقد. وأكد موسى ل «الحياة» أن «الوضع الاقتصادي أخذ وقتاً كبيراً من اللقاء» الذي استمر 45 دقيقة. وأوضح أن كيري «تحدث عن العلاقات المصرية - الأميركية ولم يتكلم مطلقاً عن مشاركة المعارضة في الانتخابات، ولم يُظهر اهتماماً بهذه النقطة، وتحدث عن العلاقة بين الحكم والمعارضة، ولكنه لم يعط رأياً. تلقى الصورة كما هي... طرحت آراء ومبررات الجبهة (لقرارها مقاطعة الانتخابات النيابية)، وبدا أن الوزير لا يريد التدخل في الوسط السياسي المصري، ولم يبد أي تدخل أو ضغط ولا دفاع عن وجهة نظر ما، بل أكد أهمية الاستقرار ووحدة الشعب المصري وتهيئة الأجواء لتنمية اقتصادية وتمكين الاستثمارات المصرية والعربية والدولية من تحريك عجلة التنمية، وأن هذا كله مرتبط بالوضع الداخلي». غير أن السادات قال إن كيري حض ممثلي الأحزاب على خوض الانتخابات. وقال إن واشنطن «معنية بتوافق وطني ومصالحة من أجل تحقيق الاستقرار لتشجع الاستثمار والسياحة، وكي يكون هناك استقرار لا بد من أن تنهوا خوفكم من خوض الانتخابات، ولكن خوضها أو عدم خوضها أمر متروك لتقديركم، وأرى أن المقاطعة ليست السبيل الأمثل حتى لا تتركوا الساحة لفصيل معين... استمعت إليكم وسأستمع إلى الرئيس مرسي وأنقل إليه انطباعاتكم ورؤيتكم». وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات أمس بدء تلقي طلبات الترشح اعتباراً من السبت المقبل ولمدة 8 أيام لانتخابات مجلس النواب المقررة الشهر المقبل. ميدانياً، تفجر العنف مجدداً بين الشرطة والمتظاهرين في محافظات الدقهلية وبورسعيد والغربية. وقُتل شاب وأصيب عشرات جراء العنف المفرط الذي أظهرته قوات الشرطة في فض التجمعات، حتى أن لقطات فيديو بثتها قنوات محلية أعادت إلى الأذهان مشاهد دهس المتظاهرين بمدرعات الشرطة وسحلهم بعد ضربهم ضرباً مبرحاً إبان الثورة. وكانت مواجهات عنيفة اندلع في مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية مساء أول من أمس عندما اشتبكت الشرطة مع متظاهرين حاولوا اقتحام ديوان المحافظة وتأججت أمس بعد تشييع شاب دهسته مدرعة تابعة للشرطة أمام الديوان. واقتحم متظاهرون مقر مديرية الأمن القديمة، فزادت حدة المواجهات مع الشرطة.