فيما التقى الرئيس المصري، محمد مرسي، بعد ظهر أمس، وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الذي وصل القاهرة، في أول زيارة له، بعد تقلده منصبه، خلفاً لهيلاري كلينتون، تأزمت الأوضاع على الأرض، خاصة في مدينتي بور سعيدوالمنصورة بقلب الدلتا، الليلة قبل الماضية، مع تصاعد العنف بين المتظاهرين المحتجين وعناصر من الأمن والشرطة ,فيما سجلت حدوث وقائع "سحل" جديدة لعدد من المتظاهرين، على أيدي عناصر الشرطة. وتضاربت ردود الأفعال على زيارة الوزير الأمريكي، خاصة بعد سيل من اتهامات من القوى المدنية والثورية، لواشنطن، بالانحياز لجماعة الإخوان المسلمين التى تحكم مصر وسط انقسامات سياسية حادة.. ورفض زعماء المعارضة الرئيسيين لقاء كيري، بزعم التدخل في الشؤون الداخلية المصرية. بينما بررت مصادر بحزب المؤتمر، لقاء رئيس الحزب، عمرو موسى كيري، بأنه "شخصي" ولا علاقة له يموقف الجبهة، خاصة وأن "موسى صديق للسيناتور كيري، منذ أكثر من 30 عاما" قتيل في المنصورة وساد الذعر المدينتين، عقب مقتل متظاهر بعد منتصف الليلة قبل الماضية، قيل إن مدرعة تابعة للشرطة، دهسته عمداً أمام مبنى المحافظة بالمنصورة، بينما انتشرت شائعات عن مقتل اثنين آخرين، ما ساهم في تدهور الوضع واستمرار المناوشات حتى ساعة مبكرة من صباح امس . في وقت أعلن عن إصابة 40 في الأحداث. من جهته، أكد حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي، في تغريدة له عبر حسابه الشخصي على "تويتر" أن ما يجري في المنصورة من قتل وسحل ودهس بمدرعات الشرطة ، ومنع وصول الأدوية للمصابين هو جريمة مكتملة الأركان واستباحة للدماء وامتهان لكرامة كل مصري". دهس 5 ببور سعيد وتكرر نفس الأمر في بورسعيد، التي واصلت امس عصيانها المدني لليوم السادس عشر على التوالي، إذ دهست سيارة شرطة خمسة مواطنين، أصيبوا بجروح متفاوتة، وقال شهود عيان إن أحد أفراد الشرطة ببورسعيد، أطلق النار على أحد المواطنين المشاركين فى مسيرة لألتراس جرين إيجليز، انطلقت صباح امس بشارع محمد على، فى حين دهست سيارة شرطة 5 آخرين بالمسيرة. ما أدى لزيادة التوتر، وتجدد المطالبات بتوكيلات رسمية للجيش بإدارة البلاد ، وصلت إلى مطالبة البعض بإعلان "الفريق السيسي رئيساً للجمهورية". وتزايدت الأمور تعقيداً، بشائعات عن تعليمات للقوات المسلحة بالنزول لشوارع مدينة المنصورة او محافظة الغربية التي تشهد اشتباكات منذ ايام.. وهو ما نفاه الجيش، إذ أكد مصدر مسئول ان القوات المسلحة لم تتلق اية تعليمات بالنزول، وأوضح المصدر ان الشرطة حتى الآن مسيطرة على الأمور وان نزول الجيش لابد ان يكون بقرار الرئيس محمد مرسي وفقا للقوانين والدستور لانه صاحب الحق ايضا في منح ضباط الجيش حق الضبطية القضائية لتبرير تواجدها بالشارع. "المؤتمر" يهاجم من جهته، أكد الدكتور أحمد كامل المتحدث باسم حزب المؤتمر وعضو اللجنة الإعلامية بجبهة الإنقاذ أن الجبهة رفضت المشاركة في الحوار الوطني لأسباب أهمها عدم وجود آليات تضمن تنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه. وأشار في تصريح ل(اليوم) إلى مطالب الجبهة والتي كان يجب النظر إليها كبادرة لحسن النيّة، ولكن التجاهل كان سيد الموقف على حد تعبيره وقال :"دائما ما يتم إعطاء وعود علنية ولا تنفذ بعد ذلك وتساق العديد من المبررات، فالحوار الوطني السابق أكد فيه الرئيس أنه سيكون ملزما لكل من يشترك فيه ولكن حزب الرئيس هو من تجاهل نتائجه". وحول تأييد جبهة الإنقاذ لمبادرة حزب النور، قال كامل: "هذه ليست حربا دينية، نحن لدينا مطالب سياسية لكي نعبر بمصر من هذه الأزمة الاقتصادية والإدارية والسياسية، ولا صراع حول الدين في هذه المعادلة"، مشيراً إلى أن المعارضة تعبر عن مطالب الشارع ولا تصنعها وهدفها مساعدة الحكم في العبور بمصر من الأزمة الراهنة.. مؤكداً إن الخلاف الحالي على سوء الإدارة السياسية والاقتصادية وهيمنة فصيل وإقصاء الآخرين. طعن التأسيسية والشورى على صعيد آخر، تنظر هيئة المفوضين بالمحكمة الدستورية العليا اليوم، الطعن الذي أقامه محامون، على دستورية مجلس الشورى.. كما تنظر أيضاً طعناً بالبطلان على جميع ما قامت به الجمعية التأسيسية بعد 16/9/2011.