أعلن مسؤولون باكستانيون أمس، أن تحالف شركات سيبدأ الأسبوع المقبل العمل، الذي تأخر، لبناء خط أنابيب غاز بين باكستانوإيران كلفته 7.5 بليون دولار رغم التحذيرات الأميركية من احتمال فرض عقوبات. وأعلن عن تاريخ بدء العمل بعدما أجرى الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري محادثات في طهران مع نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد والمرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي الذي دعا إسلام اباد إلى البدء في المشروع. وأشار مسؤول باكستاني بارز في حديث إلى «وكالة فرانس برس» إلى أن «العمليات الأولية ستبدأ في 11 آذار (مارس) في الجانب الباكستاني من الحدود ونأمل في أن يكون رئيسا البلدان حاضرين في هذه المناسبة». ولفت إلى أن مراسم بدء العمل ستفتح المجال أمام تحالف شركات إيراني - باكستاني لبدء العمل على بناء خط الأنابيب البالغ طوله 780 كيلومتراً في الجانب الباكستاني. وعلى رغم اقتراب العمل على الجانب الإيراني من نهايته، إلا أن باكستان واجهت الكثير من الصعوبات، سواء من ناحية تمويل المشروع أو بسبب التهديدات الأميركية بفرض عقوبات على باكستان. ووافقت إيران في النهاية على تمويل ثلث تكاليف مد خط أنابيب عبر الأراضي الباكستانية حتى نوابشاه شمال كراتشي، على أن تنفذ شركة إيرانية ذلك العمل. وتعاني باكستان أزمة كبيرة في الطاقة، لكن الولاياتالمتحدة تؤكد أنها توفر لإسلام آباد طرقاً بديلة للحصول على الطاقة لتجنب فرض عقوبات عليها. وقال نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، باتريك فيتريل: «الأفضل لمصالحهم تجنب القيام بأي عمل يمكن أن يعرِّضهم لعقوبات، ونعتقد أننا نقدم طرقاً أفضل لتلبية حاجاتهم من الطاقة». مخزون النفط إلى ذلك، أظهر تقرير حكومي أميركي أن مخزون النفط العالمي تراجع 1.3 مليون برميل يومياً في المتوسط في آخر 60 يوماً مع تجاوز الاستهلاك للإنتاج. وبلغ متوسط استهلاك النفط العالمي باستبعاد إيران 86 مليون برميل يومياً في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) متجاوزاً الإنتاج بواقع 2.7 مليون برميل يومياً. وأشارت «إدارة معلومات الطاقة» في التقرير، أن ذلك دفع المخزون العالمي إلى 2.652 بليون برميل. ولفتت الإدارة إلى أن متوسط إنتاج إيران بلغ 2.8 مليون برميل يومياً في كانون الثاني وشباط بارتفاع نحو مئة ألف برميل يومياً مقارنة مع كانون الأول (ديسمبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي. وانخفض الإنتاج الإيراني من النفط 600 ألف برميل يومياً في كانون الثاني وشباط مقارنة بمستواه قبل عام. في سياق متصل، أظهر مسح لوكالة «رويترز» أن إنتاج منظمة «أوبك» من النفط ارتفع في شباط مسجلاً أول ارتفاع شهري منذ تشرين الأول الماضي بسبب زيادة الصادرات من العراق وزيادة طفيفة في الإمدادات من السعودية. وأظهر المسح أن إمدادات «أوبك» ارتفعت إلى 30.32 مليون برميل يومياً من 30.21 مليون برميل يومياً وفقاً لبيانات معدلة في كانون الثاني. بدورها، أعلنت مؤسسة «أويل موفمنتس» الاستشارية البريطانية، أن الشحنات المنقولة بحراً من «أوبك»، باستبعاد أنغولا والإكوادور، ستزيد بمقدار 120 ألف برميل يومياً في الأسابيع الأربعة حتى 16 آذار (مارس). الأسعار في السوق، تراجع سعر النفط إلى أدنى مستوياته في ستة أسابيع عند نحو 110 دولارات للبرميل متأثراً بمخاوف في شأن النمو بعدما أوصلت خلافات سياسية إلى تطبيق آلية خفض تلقائي للإنفاق الحكومي الأميركي. وكان «صندوق النقد الدولي» حذّر من أن الخفض سيقلل النمو الأميركي نحو نصف نقطة مئوية هذا العام. وانخفض خام «برنت» في عقود نيسان (أبريل) 1.32 دولار إلى 110.06 دولار للبرميل وهو أدنى مستوياته منذ 17 كانون الثاني (يناير) قبل أن ينتعش قليلاً إلى نحو 110.20 دولار للبرميل. ونزل سعر الخام الأميركي الخفيف 95 سنتاً إلى 91.10 دولار للبرميل.