سادت في الأسواق العالمية أمس توقعات بأن تواصل أسعار النفط ارتفاعها ولو سجّلت تراجعاً طفيفاً أمس، لكن بقيت فوق 125 دولاراً للبرميل. وتأرجحت الأسعار قريباً من أعلى مستوى في 31 شهراً، فيما فاق تأثير ضعف الدولار والعنف في شمال أفريقيا على أثر المخاوف حيال تباطؤ النمو في الولاياتالمتحدة، أكبر مستهلك للخام في العالم. ووفقاً لبيانات وكالة «رويترز»، يتجه الخام الأميركي إلى إنهاء نيسان (أبريل) بمكاسب للشهر الثامن على التوالي في أطول سلسلة من الارتفاعات الشهرية منذ العام 1983. وانخفض سعر الخام الأميركي الخفيف 18 سنتاً إلى 112.68 دولار للبرميل، بعد أن أنهى الجلسة السابقة عند 112.86 دولار، في أعلى مستوى منذ اغلاق 22 أيلول (سبتمبر) 2008. وهبط سعر العقود الآجلة لخام القياس الأوروبي مزيج «برنت» سنْتين إلى 125 دولاراً للبرميل، أقل بدولارين عن أعلى سعر له في عام 2011، سجله في 11 نيسان (أبريل) عند 127.2 دولار. وعوّض كل من الخام الأميركي ومزيج «برنت» بعض الخسائر التي تكبداها في وقت سابق من اليوم، بعدما أظهرت بيانات منطقة اليورو ارتفاع معدل البطالة على نحو أكبر في نيسان فوق المستوى الذي حدده البنك المركزي الأوروبي. وأشار محللون وتجار الى ان «أسعار العقود الآجلة للنفط في الأسواق العالمية قد تشهد مزيداً من الارتفاع إذا فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على النفط السوري هذا الأسبوع، مع أن سورية تصدر كميات محدودة من النفط وجودته منخفضة». ورأى تاجر نفط لدى مصرف كبير بأن «التأثير في السوق الفورية ضعيف جداً. لكن سوق العقود الآجلة الحالية قوية ما يعني ان نقص 50 ألف برميل يومياً سيدفعها الى الصعود». ولفت ديبلوماسيون أوروبيون الى ان الاتحاد الأوروبي سيناقش في بروكسيل عقوبات محتملة على النظام السوري بسبب قمعه المحتجين. وإذا اتخذت إجراءات ضد القيادة فإن «سيترول» الحكومية لتصدير النفط قد تتأثر. وبلغ إنتاج سوريا من النفط نحو 400 ألف برميل يومياً في 2010 مقارنة ب 600 ألف برميل يومياً في التسعينات. إلى ذلك، قال نائب وزير النفط الإيراني أحمد غالباني في تصريح إلى وكالة «مهر» شبه الرسمية الإيرانية، ان ايران تعتزم زيادة انتاجها من النفط خلال الشهور العشرة المقبلة لتؤكد أن العقوبات الدولية لم تعرقل صناعتها النفطية. وأضاف: إيران ستزيد انتاجها بمقدار 115 ألف برميل يومياً بحلول نهاية السنة الفارسية (في 19 آذار/ مارس)، عبر تطوير أربعة حقول نفطية هي يادافاران وهنجام ومسجد سليمان ومنصوري». وتفيد بيانات السلطات الرسمية بأن إيران تضخ الآن أكثر من أربعة ملايين برميل يومياً من النفط الخام. وبلغ الانتاج الإيراني في كانون الثاني (يناير) 3.64 مليون برميل يومياً، وفقاً لاستطلاع شهري تجريه وكالة «رويترز» عن دول «أوبك»، منخفضاً من 3.67 مليون برميل يوميا في كانون الأول (ديسمبر). وتبلغ حصة إيران وفقاً لمستويات الانتاج المستهدفة في «أوبك» 3.34 مليون برميل يومياً. ويذكر ان ايران هي خامس أكبر مصدر للنفط في العالم وتمتلك ثاني أكبر احتياطات من الغاز بعد روسيا لكن العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي المتنازع عليه، تعوق تطوير قطاع الطاقة لديها. الى ذلك أفاد محلل بارز في صناعة النقل البحري أمس بأن صادرات أعضاء منظمة «اوبك» المحمولة بحراً من النفط الخام ما عدا انغولا والاكوادور، ستهبط 280 ألف برميل يومياً خلال الأسابيع الأربعة التي تنتهي في 14 أيار (مايو). وكانت «أوبك» اتفقت على ابقاء سقف إنتاجها المستهدف من دون تغيير مثلما فعلت منذ اتفاقها على خفض انتاجها 4.2 مليون برميل يومياً في كانون الاول (ديسمبر) 2008 في محاولة لتحقيق استقرار الأسعار. ويقوم كثير من اعضائها في شكل غير رسمي بزيادة الانتاج منذ العام 2009 مع انتعاش الاسعار والطلب. وكانت إدارة معلومات الطاقة الاميركية أفادت بأن واردات الولاياتالمتحدة من النفط الخام انخفضت في شباط (فبراير) بعد أن سجلت زيادة على مدى ثلاثة أشهر متتالية. وأوضحت أن «متوسط واردات الخام بلغ 8.013 مليون برميل يومياً في شباط منخفضاً 1.056 مليون برميل يومياً عن كانون الثاني (يناير). وسجلت الواردات في شباط انخفاضا قدره 667 ألف برميل يومياً عن مستواها قبل سنة.