كشف مصدر قيادي في حركة «فتح» ل «الحياة» أنه تم التوافق على عدد أسماء الأعضاء المشاركين في المؤتمر السادس في الحركة خلال الاجتماع الأخير للجنة التحضيرية الذي عقد في عمان الأسبوع الماضي، وهو نحو 1527 عضواً مشاركاً. لكنه أبدى تشاؤمه في شأن انعقاد المؤتمر قريبا، مشيرا الى البيان الرسمي الذي أصدره أمين سر اللجنة المركزية للحركة منذ ثلاثة أيام والذي يشير ضمناً إلى استمرار اجتماعات اللجنة التحضيرية المكلفة الإعداد للمؤتمر السادس للحركة، ما يفهم منه إرجاء عقد المؤتمر أو أن توقيت عقده لن يكون قريباً. ولفت إلى أن الحركة لا يمكنها الاعلان رسميا عن إرجاء عقد المؤتمر لأن ذلك من شأنه أن يثير حفيظة القاعدة «الفتحاوية» والجيل الشاب من الحركة الذي يتطلع إلى عقد المؤتمر بشغف شديد من أجل ترتيب أوراق الحركة الداخلية وإعادة استنهاضها. ورأى أن الأولوية يجب أن تكون لانعقاد المؤتمر وليس لإرجائه. وشكك في امكان الإعلان رسمياً عن تأجيل المؤتمر لأن ذلك ستكون له تداعياته السلبية، خصوصاً في ضوء الحوار الذي يعقد مع حركة «حماس» والذي يسير ببطء شديد وبوتيرة بطيئة، وكذلك مع زيادة احتمالات تكليف الرئيس محمود عباس (أبو مازن) سلام فياض تشكيل الحكومة، خصوصا في ظل استمرار رفض «حماس» تشكيل حكومة تلتزم قرارات المنظمة. ولفت إلى أن هذا ما لا ترغب به قيادات «فتحاوية» كثيرة بل تعارضه لأنها تسعى إلى أن يكون لحركة «فتح» دور مركزي في أي حكومة مقبلة، إضافة إلى أن هناك شخصيات مركزية داخل الحركة تكن العداء لفياض، خصوصاً بسبب إجراءات اتخذها في حق كوادر الحركة في المواقع الحكومية التي تشغلها ومنها التقاعد المبكر. وكشف المصدر ل «الحياة» أنه في الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الفلسطيني لبولندا سأله نظيره البولندي عن وضع الحركة ومن ثم اهتمام العالم بها، محذراً من أن إرجاء عقد المؤتمر سيتسبب في المزيد من الأزمات داخل الحركة. ولفت إلى أن عقد المؤتمر السادس لم يعد شأناً فلسطينياً خالصاً، وأن كثيراً من القوى العربية والاقليمية يتطلع إلى عقده بغرض إصلاح الحركة وأملاً في استردادها دورها في الساحة الفلسطينية. واضاف المصدر ان عباس يجري اتصالات مع كبار المسؤولين في كل من مصر والأردن لبحث إمكان عقد المؤتمر، كاشفاً أن هناك توجهاً لعقده في مدينة العريش في مصر. واضاف أنه عندما تنتهي القراءة الأولى لهذه الأسماء، ستعرض على اللجنة المركزية لإجراء قراءة ثانية واخيرة، وعندئذ سيتخذ القرار ليتحدد مكان عقد المؤتمر وزمانه. غير ان السفير الفلسطيني لدى مصر، عضو المجلس الثوري في الحركة نبيل عمرو أكد ل «الحياة» أن المؤتمر السادس سيعقد في غضون شهرين كأقصى مدى، وقال إنه جرى توافق داخل الحركة على ذلك، معتبراً أن الشهرين مهلة كافية لحل جميع النقاط الخلافية التي تعرقل عقد المؤتمر، وعلى رأسها الأعضاء المشاركون ومكان انعقاد المؤتمر. في السياق ذاته، قال عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، القيادي في الحركة صخر بسيسو إن اللمسات الأخيرة لانعقاد المؤتمر على وشك أن تنتهي، وأن النية منعقدة على عقد المؤتمر في أسرع وقت وتم إنجاز جميع الوثائق المتعلقة بالمؤتمر. ولفت إلى أنه تم بحث مكان انعقاد المؤتمر من الجهات المعنية، موضحاً أن الاجتماع المرتقب الذي سيعقد للجنة التحضيرية سيكون الأخير وسيحسم أسماء المشاركين الذين تصل أعدادهم إلى نحو 1500 عضو مشارك. واشار إلى أن هؤلاء المشاركين يضمون أعضاء المجلس الثوري للحركة، وممثلي المفوضيات المركزية، وممثلي «فتح» العاملين في السلطة ومنظمة التحرير، وعدداً من كوادر الحركة في الاتحادات والنقابات، وممثلين عسكريين من المستمرين في أعمالهم ومن المتقاعدين، وممثلين للحركة في أقاليم الداخل والخارج، وعدداً من كفاءات «فتح». ورفض بسيسو محاولات البعض التشكيك في عقد مؤتمر الحركة، وقال إن اللجنة التحضيرية أنهت أعمالها تقريباً، وكلفت بإنجاز القضايا المتعلقة بالعضوية فقط. من جانبها، كشفت مصادر مصرية مطلعة ل «الحياة» أن القيادة الفلسطينية طلبت بشكل رسمي عقد مؤتمر الحركة في مصر، لكن الأمر ما زال قيد البحث، على أن يحسم قريباً. وقالت إن عباس كلف القيادي في «فتح»، مسؤول التعبئة والتنظيم داخل الوطن أحمد قريع (أبو العلاء) بطرح هذا الأمر مع رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان أثناء اجتماعه به، علما أن سليمان اجتمع مع قريع الأسبوع الماضي وأجرى معه محادثات ثنائية على هامش الحوار الفلسطيني الذي ترعاه القاهرة. وكان قريع قال ل «الحياة» إن هناك قراراً اتخذه المجلس الثوري للحركة بأن يكون مكان عقد المؤتمر في مصر أو الأردن أو الداخل حسب ما تقرره اللجنة التحضيرية المكلفة الإعداد للمؤتمر، مضيفاً أن اللجنة التحضيرية تناقش الآن العضوية كي تكفل مشاركة غالبية الشرائح والمفوضيات، وأنها قاربت على الانتهاء من هذا البند وهو الأعضاء المشاركون، مشيراً إلى أن الأسماء قدمت لدرسها وأنه يتم الاختيار وفقاً لمعايير محددة وضعتها اللجنة التحضيرية.