كشفت شركات معنيّة ببيع المتابعين الوهميين وعمل إعادة التغريد الآلي (الريتويت) عبر موقع التواصل الاجتماعي الشهير «تويتر»، عن تلقيها طلبات شراء متابعين «غير فعّالين»، من معرّفات يُشتبه في انتمائها أو تعاطفها مع تنظيمات إرهابية. ومن أبرزها ما يسمى ب «الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام» (داعش)». وأكدت الشركات أنها تقوم بالتدقيق في هويّة المشتري منها، وذلك من طريق الحساب المصرفي، مؤكدة عدم وجود أية جهة رقابية تتابع مجريات طبيعة عملها. ويبدو أن الحرب الإلكترونية على «داعش»، وإقرار ملاحقتها الأخير في أزقة مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديداً ساحة «تويتر»، لم يوقف هذا التنظيم الإرهابي عند حدّه، إذ اتخذ المنتسبون إليه والمتعاطفون معه طرقاً ليست جديدة، لكنها تُعدّ «ضحكاً على الذقون»، وذلك بعمل حسابات جديدة، مختلفة عن السابقة، والاستعانة ب «متابعين وهميين» من طريق الشراء، ودعم حضورهم بالاشتراك في إعادة التغريد الآلي. وبدأت حسابات بأسماء «جذابة» تمتهن بيع المتابعين الوهميين من جنسيات مختلف، باستخدام «هاشتاق» التنظيم الإرهابي «داعش» في نشر إعلاناته، لحيازته على نسبة عالية من المتابعة. وتضمّ أخبار وتغريدات التنظيم. واستغلّ المنتمون والمتعاطفون مع التنظيم ذلك، بالتواصل مع أصحاب الحسابات من طريق المراسلة عبر برامج المحادثات، مثل «kik»، لتلافي فضح معلوماتهم ومواقع وجودهم. وهددت عناصر من «داعش» قبل نحو أسبوعين، بحسب ما تناقلته وكالات أنباء عالمية، بقتل موظفي موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، في حال استمروا في إغلاق حسابات التنظيم، ومنعه من نشر دعايته وأخباره. إضافة إلى التخطيط لاستهداف مقره في سان فرانسيسكو. فيما أكدت معلومات أن فريقاً أمنياً تابعاً ل «تويتر» فتح تحقيقاً في «صحة التهديدات» بالتعاون مع السلطات في الولاياتالمتحدة الأميركية. ونشطت الشركات غير المعروفة التي يشرف عليها أشخاص موجودون بشكل مستمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف نشر إعلانات حول بيع المتابعين الوهميين، وعمل إعادة التغريد الآلي. وتتنافس هذه الشركات فيما بينها لجذب الزبائن بطرح مميزات، ومنحهم عروضاً بأقل الأسعار. وكان الإقبال عليها متزايداً. ولم تتخوف بعض التنظيمات الإرهابية وروّادها من المشاركة، وأخذ نصيبها من الحسابات التي ترفع رصيدها، من أجل تطمين آخرين لمتابعتها لنشر أفكارها. وحرصت هذه الشركات على التأكد من هويّة المشترين. ووضعت مفارقات بين معرّفات الشخوص، أو معرفات الجهات الرسمية، أو الفنانين، أو المعرفات التي تنتمي إلى تنظيمات إرهابية معينة. واقتصرت وسيلة التواصل بين الشركة والمشتري على «محادثات «واتسأب»، و»التحويل المالي» من خلال الحساب المصرفي. ووعدت بعدم إشراكه في تعاملات «مشبوهة»، وذلك بمنحه معرفات وهمية ذات مسميات مركبة، أو ذات صور تدل على القتال والإرهاب والتطرف. واستبعدت تعرضها للملاحقة في أوقات سابقة، ما يؤدي إلى وقوعها في أيدي جهة رقابية. بدوره، أشار أحد المعرفات (تحتفظ «الحياة» باسمه)، المعنيّة ببيع المتابعين الوهميين وعمل إعادة التغريد الآلي، والتابع لأحد الشركات، إلى توارد معلومات حول فقدان بعض زبائنهم إلى المتابعين الوهميين الذين قاموا بشرائهم بعد مدة زمنية بسيطة. وأكد أنهم يقومون بتعويضهم، لأن ذلك «إشكال بسيط يمكن حله». ولفت إلى أنهم يستقبلون طلبات شراء متابعين وهميين وعمل إعادة تغريد آلي من فئات كبيرة، ومنها جهات حكومية وأشخاص عاديون وفنانون مشاهير ومختصو اختراق (هاكر) وتنظيمات مشبوهة. وذكر معرّف آخر، أن الحسابات الوهمية التي يقومون ببيعها تحوي «أسماء وصوراً لشخصيات خليجية، لكنها وهمية». واستبعد أن يتم بيع حسابات ذات أسماء «مشبوهة»، مشيراً إلى أنهم لم يتعرضوا لإشكالات في السابق من جهات رقابية، لأن موقعهم «محصّن».