كشفت تغريدات عبر موقع التواصل الاجتماعي، استخدام منتمين لتنظيمات إرهابية، ومنها «الدولة الإسلامية» (داعش)، شبكات اتصالات محلية في هواتفهم النقالة. فيما لم يستبعد مهتمون أن يكون التنظيم، الذي يتعرض لحصار إلكتروني، يسعى من خلال هذه الخطوة إلى «إقحام وتوريط المملكة في أنشطته المشبوهة». وتساءل مهتمون حول إمكان استخدام هذه الشبكات، من دون وجود رقابة على شركات الاتصالات، إضافة إلى ملاحقة المشتركين «المسيئين» إلى المملكة. واتضح استعانة أحد أبرز الأسماء المنتمية إلى تنظيم «داعش» ب «شركة الاتصالات السعودية»، كمزود للخدمة، وقام صاحب الحساب، الذي أسماه ب «ترجمان الأساورتي» بإطلاق تغريدة تتضمّن تعليقاً انتقادياً على أحد رجال الدين، فيما أرفق مع التغريدة صورة لشاشة الهاتف النقال الخاصة به، فيما يمكن رؤية شعار شركة الاتصالات بكل وضوح. فيما أكدت شركة الاتصالات السعودية أن ما يتعلق بأمور الرقابة وملاحقة المشتركين والقبض عليهم، وما يتعلق بذلك من آليات وسياسات تهدف إلى محاربة الإرهاب والمتعاونين معه، وبخاصة تنظيم «داعش»، والتسويق له عبر شبكات التواصل الاجتماعي «تويتر»، ليس من شؤونهم، مطالبة بتوجيه الاستفسارات لمعرفة تفاصيل أكثر، إلى الأجهزة الأمنية. وأوضحت الشركة أن دورها يقتصر على كونها «مزوّد خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات للمشتركين بفئاتهم كافة في المملكة». وقال المدير العام للشؤون الإعلامية في الشركة أمجد شاكر، ل «الحياة»: «نقترح توجيه الاستفسارات إلى الجهات المختصة»، لافتاً إلى أن «وزارة الداخلية وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات هما المعنيتان بالأمر». وحاولت «الحياة» التواصل مع هيئة «الاتصالات وتقنية المعلومات»، لمعرفة ما إذا كان هناك رقابة مباشرة على الحسابات التي تسعى إلى النشر ما يتعلق بالإرهاب، إضافة إلى ملاحقة المتعاونين معه بأي شكلٍ من الأشكال، وذلك بالاتصال بالمتحدث باسمها مرات عدة، إلا أنها لم تلقَ تجاوباً. وكرّس «ترجمان الأساورتي» نشاطه عبر «تويتر» لخدمة التنظيم «إعلامياً»، ما أدى إلى اعتماد التنظيم له «مركزاً إعلامياً». واحترف «الأساورتي» عمل مقاطع الفيديو العاجلة، للعمليات الإرهابية، التي تعتمد على وضع الإضافات والتأثيرات الصوتية، ما يتطلب تقنية عالية جداً تدل على تخصصه التام في هذا المجال. و حُوصر حساب الأساورتي أربع مرات، إلا أنه قام بإنشاء حساب خامس. وبدأ موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حظر حسابات خاصة بمنتسبين ومتعاطفين مع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، إلا أن عدداً منهم عمد إلى تنظيم حملات واسعة «استجداء» للمتعاطفين، أملاً في دعم الحسابات المتبقية، وكذلك الحسابات الجديدة التي ينشئها المنتسبون لتوصيل رسائلهم الإعلامية على أوسع نطاق. وتزامن ذلك مع احتفال «داعش» بانضمام «الهاكر» البريطاني من أصل باكستاني، جنيد حسين، المكنى «أبو حسين البريطاني»، الذي على رغم أن عمره لا يتجاوز ال20 عاماً، إلا أنه اشتهر بعمليات الاختراق الإلكتروني لعدد من حسابات المشاهير، ومنهم رئيس الوزراء السابق توني بلير، وحسابات مصرفية في بريطانيا.