عاودت أسعار البيض الارتفاع مرة أخرى بنسبة تتجاوز 23 في المئة، إذ زاد سعر طبق البيض ثلاثة ريالات من 13 إلى 16 ريالاً، فيما ألقى المستثمرون والتجار المسؤولية على موزعي البيض، واتهموهم بالتلاعب في الأسعار في وقت غابت فيه الجهات الرقابية، مشيرين إلى أن هناك «لوبي» من جنسيات أجنبية يتحكم في أسعار البيض، ويكون المستهلك هو الضحية في النهاية. وقال رئيس جمعية منتجي الدواجن في منطقة عسير الدكتور عبدالله كدمان في حديثه إلى «الحياة»، إن موجة الارتفاع الجديدة في أسعار البيض تأتي نتيجة تلاعب الموزعين الذين شكلوا «لوبي» سيطر على منتج البيض والدجاج، واستطاع الموزعون من خلال ضعف الرقابة والمتابعة من الجهات المختصة رفع الأسعار، فارتفع سعر الكرتون (12 طبقاً) من 85 إلى 180 ريالاً، محققين بذلك أرباحاً كبيرة يتحملها المستهلك في النهاية. وأشار إلى أن الأسواق شهدت منذ بدء موسم الشتاء تذبذباً وارتفاعاً في أسعار البيض، إذ زاد سعر الطبق من 12 إلى 15 ريالاً في الأسواق، ونحو 16 ريالاً لدى السوبر ماركت والبقالات التي تقع داخل الحواري في المدن. وأضاف كدمان أن فصل الشتاء يشهد دائماً تراجع الإنتاج من بيض المائدة، في حين يشهد زيادة في الطلب، خصوصاً مع بداية المدارس، ما يجعل الموزعين يرفعون الأسعار، ومن ثم يرفعها التاجر على المستهلك، مشيراً إلى أن الإنتاج يرتفع في فصل الصيف ويقل الطلب، ما يجعل الأسعار تتراجع إلى أقل من 10 ريالات للطبق الواحد. وأكد أن معظم منتجات البيض والدواجن والسلع الاستهلاكية يسيطر عليها «لوبي» من جنسيات معينة، ويتحكم في الأسعار، ويكون المستهلك هو الضحية في النهاية، مطالباً الجهات المختصة بإنشاء جمعيات تعاونية أو شركات تسويق، يتم من خلالها تقنين هامش الربح، وتحديد الأسعار لجميع السلع الاستهلاكية، ما سيسهم في الحد من ارتفاع الأسعار، وعدم تلاعب الموزعين في تلك السلع. ولم يستبعد أن يكون لقرار وزارة العمل بفرض 2400 ريال على شركات ومؤسسات القطاع الخاص بهدف توظيف السعوديين دور في رفع الأسعار، سواء من المنتجين أم من الموزعين، مؤكداً أن المستهلك هو الضحية النهائية الذي سيدفع قيمة تلك الكلفة. من جهته، أرجع أحد مسؤولي التسويق في إحدى شركات الدواجن محمد عبدالحكيم، ارتفاع أسعار البيض إلى عدد من العوامل، من أهمها ارتفاع التكاليف المتعلقة بإنتاج البيض والدواجن التي تخضع للمواسم (الصيف والشتاء)، إذ يرتفع الإنتاج في الصيف فيقل الطلب، ما يتسبب في تراجع الأسعار، وكذلك في فصل الشتاء يرتفع الطلب ويتراجع الإنتاج، ما يرفع الأسعار. ولفت إلى أن الأسعار لدى الشركات لا تتجاوز 12 ريالاً للطبق، إلا أن الموزعين وللأسف هم من يرفعون الأسعار، موضحاً أن إنتاج البيض يغطي حاجة السوق في المملكة، وليست هناك مؤشرات إلى حدوث أزمة في ذلك. أما صاحب أحد المحال المتخصصة في البيض والدواجن محمد العبيدي، فأوضح أن هامش ربحه لا يتجاوز 75 هللة في الطبق الواحد، و9 ريالات في الكرتون تقريباً، لافتاً إلى أن موزعي البيض هم من يقولون إن الأسعار سترتفع من دون أن يذكروا السبب، مشيراً إلى أن تلك الارتفاعات أوصلت سعر الطبق إلى 16 ريالاً، ما تسبب في غضب الكثير من عملاء المحل. وذكر أن بعض الموزعين أبلغوا محال البيع والبقالات الصغيرة بأن سعر الطبق سيصل خلال الأسابيع المقبلة إلى 19 ريالاً، ما جعل الكثير من أصحاب المحال يترقب ذلك من دون معرفة أسباب تلك الارتفاعات، مؤكداً أن رقابة الجهات ذات العلاقة على البيض والدواجن ضعيفة وشبه معدومة، ما أسهم في تلاعب الموزعين والشركات في الأسعار. وذكر أن الشركات المنتجة ومنافذ البيع تحمّل الموزعين الارتفاعات، بينما يتهم الموزعون المنتجين بأنهم يتحملون مسؤولية الارتفاع. يذكر أن الإحصاءات تشير إلى أن إنتاج البيض في السعودية يراوح بين 900 و950 مليون بيضة سنوياً.