عاودت أسعار البيض ارتفاعها خلال الأسبوعين الماضيين، وزادت بنسبة 25 في المئة، إذ وصل سعر الطبق في الأسواق المركزية ومحال بيع البيض والدواجن إلى 15 ريالاً، فيما يباع في البقالات داخل الأحياء بنحو 16 ريالاً، في حين كان سعره لا يتجاوز 12 ريالاً خلال الأشهر الماضية فيما حمّل مستثمرون الموزعين مسؤولية الارتفاع. وقال رئيس جمعية منتجي الدواجن في منطقة عسير الدكتور عبدالله كدمان، إن سعر البيض تتحكم فيه عوامل عدة غير العرض والطلب، ومن أهم هذه العوامل موسم الشتاء الذي عادةً ما يقل فيه إنتاج البيض ويرتفع فيه الاستهلاك، وهو ما يدفع الأسعار إلى الارتفاع. وحمّل كدمان في حديثه إلى «الحياة» الموزّعين مسؤولية ارتفاع الأسعار، ولا سيما من الجنسيتين الهندية والتركية، اللتين تقومان بدور كبير في التلاعب بالأسعار لتحقيق مكاسب من خلال استغلال مثل تلك المواسم، مؤكداً أن «سعر طبق البيض من المزرعة لا يتجاوز 11 ريالاً، وتقدم بعض الشركات الكبرى عروضاً بسعر أقل يصل إلى 10 ريالات للطبق الواحد». ولفت إلى أنه في مواسم الإجازات تقوم بعض الشركات الكبرى بخفض الأسعار الى 5 ريالات للطبق، وهو ما عني أن الشركات ومنتجي البيض ليست لهم علاقة بتلك الارتفاعات، معتبراً أن «سعر طبق البيض يجب ألا يصل إلى 14 ريالاً، إذ يقدر سعر الكرتون الذي يحتوي على 12 طبقاً بنحو 135 ريالاً»، مشيراً إلى أن الجهات الرقابية لن تستطيع السيطرة على الأسعار، وقد حدثت أزمات عدة في السابق ولم تستطع أن تفرض رقابتها على السوق. وحول كيفية حل تلك المشكلة، طالب كدمان بإنشاء جمعيات تعاونية كما هو موجود في كثير من الدول المجاورة، إذ تقوم بطرح جميع المنتجات ومنها البيض بسعر الشركة المنتجة، وهو ما يسهم في القضاء على التلاعب في الأسعار. وأشار إلى أن هناك جزءاً من الإنتاج المحلي يتم تصديره إلى الخارج، ولا سيما أن إنتاج مزارع الدجاج البياض يزيد على حاجة السوق المحلية بنحو 30 في المئة، إذ يوجد فائض في السوق، مؤكداً أن المحافظة على الأسعار يجب أن تبدأ من خلال تحقيق استقرار أسعار الأعلاف. من جهته، قال علي القحطاني صاحب سلسلة من الأسواق المركزية ل«الحياة» إن أسعار البيض كانت مستقرة خلال الأشهر الماضية، إلا أن الموزّعين بدأوا في رفع الأسعار مع بداية موسم الشتاء، إذ زادوا الأسعار من 11 ريالاً للطبق إلى 12 ريالاً، ثم ارتفع خلال ثلاثة أسابيع إلى 14 ريالاً، لافتاً إلى أن البقالات الواقعة داخل الأحياء تبيعه بنحو 15 ريالاً. ولم يستبعد القحطاني أن يكون الموزّعون هم السبب في رفع الأسعار، ولا سيما أن الشركات الكبرى نفت أن يكون لها دور في زيادة الأسعار، موضحاً أن بعض شركات الدواجن تبيع أنواعاً من البيض من حيث الحجم وتتراوح الأسعار لديها من 10 ريالات للبيض للحجم الصغير إلى 13 ريالاً للطبق ذي الحجم الكبير. وأشار إلى أن الأسعار تتراجع في موسم الصيف، وتستقر عند مستوى 11 ريالاً للطبق، إذ تكون كميات البيض المنتج من المزارع أعلى من حاجة السوق. ويقول المواطن محمد الفهيد أن السوق السعودية تشهد تذبذباً كبيراً في أسعار كثير من السلع والمواد الغذائية، ولا نجد رقابة على السوق، إذ إن الكثير من التجار والمسؤولين يطالبون بترك السوق للعرض والطلب. وتوقع ألا تستقر أسعار البيض عند مستوى 14 ريالاً للطبق، إذ توضح المؤشرات أن الأسعار ستتجاوز ذلك خلال العام الحالي، إلا إذا قامت الجهات المختصة بدورها في الرقابة على السوق ومعاقبة المتلاعبين بالأسعار. وكان وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم أوضح في الربع الأول من العام الماضي، أن الوزارة أوقفت إصدار تراخيص لمشاريع البيض بناءً على دراسة أعدتها الوزارة في هذا الخصوص تؤكد وجود فائض من إنتاج بيض المائدة، كون الإنتاج يغطي الاستهلاك بنسبة 106 في المئة، لافتاً إلى أن أسباب ارتفاع أسعار يرجع إلى ارتفاع الطلب في فصل الشتاء وقلة الإنتاج، إضافة إلى فصل الصيف.