طالب مستثمرون في مجال تربية الدواجن والدواجن البياض باستثمار صناعة الأعلاف واستغلال المساحات الزراعية في المملكة لإنتاج المواد الأولية لصناعة الأعلاف من الذرة الصفراء وفول الصويا لتشكل دخل قومي قوي يساعد في نمو الاقتصاد السعودي وكبح جماح ارتفاع الأسعار وخصوصا بعد ارتفاع أسعار البيض بالمنطقة الشرقية لأكثر من 40بالمائة. وقالوا إن الذرة الصفراء أصبحت تشكل الطاقة البديلة عن النفط، مشيرين إلى أن الكثير من دول العالم توجهت لإنتاج الذرة الصفراء استثماراتها إلى الزراعة، كما أن الطلب العالمي على الذرة للدول المنتجة زاد عن العادة فارتفعت الأسعار بشكل جنوني. وأوصى مستثمرون باستغلال المسطحات الزراعية بالمملكة وإنتاج الذرة الصفراء بشكل وفير، موضحين أن استثمار المسطحات الزراعية سينعكس بشكل مباشر في رفع معدلات نمو الاقتصاد السعودي وانخفاض الاسعار لبعض منتجات الدواجن. "الرياض" قامت بجولة ميدانية لكشف مسببات ارتفاع اسعار بيض المائدة التي تعتبر السلع الغذائية الأكثر طلبا بشكل يومي فلا تخلو الأطباق السعودية منها وان الارتفاع الحالي في أسعارها شكلت قلقا لدى الشارع السعودي خوفا من اللحاق بجارتها من السلع الغذائية الأخرى فتضاربت الأسعار في المحلات التجارية فيما بينهم لتصل الأسعار إلى مستوى قياسي ما نسبته 40% تقريبا، حيث وصل سعر كرتون البيض مابين 160- 175ريالاً أي ما يعادل 14.5-15.5ريالاً لطبق الواحد. وكانت هناك عدة مسببات أدت بدورها إلى ارتفاع أسعار بيض المائدة منها إغلاق بعض المزارع في مدينة الرياض والمدن المجاورة بسبب انتشار مرض الأنفلونزا، بالإضافة إلى قلة المعروض والطلب المتزايد عليه، وارتفاع أسعار المدخلات على المنتجين فمكونات الأعلاف ارتفعت إلى ما يقارب نسبته 200%. المزارع وحصار الأنفلونزا بتوصية من وزارة الزراعة قامت العديد من مشاريع الدواجن المنتجة لبيض المائدة بتعاقد مع كبرى الشركات الخاصة بمكافحة الأمراض المعدية للكشف على الدواجن والأعلاف وخلوها من الأمراض. وقال عبد العزيز عثمان أبا حسين الرئيس العام لمزارع دواجن رحيمة بالمنطقة الشرقية ل "الرياض" على الإجراءات والاحتياطات المتخذة لمكافحة الأمراض المعدية لمزارعهم وبتوفير اللقاحات اللازمة والكادر الصحي والذي يقوم بشكل مستمر ودوري بالكشف على الدواجن والأعلاف وتطبيق قاعدة الأمن الوقائي حرصا على سلامة مخرجات المزرعة مما زاد من تكاليف الإنتاج. تجار الجملة والطلب على البيض وسط استغراب من احد التجار المتخصصين ببيع البيض بالجملة بالمنطقة على الوضع الراهن من ارتفاع وانخفاض في مؤشر الأسعار، وأشار أن الطلب الزائد على بيض المائدة لم يغطى احتياجات المنطقة بالشكل الكامل والنقص الحاصل في الكمية اليومية في أعداد كراتين البيض يشكل 20% عن السابق وذلك بسب إغلاق ما يقارب 12مشروعا، وان الزيادة في الأسعار لم تكن مقصودة منهم وان أرباحهم لم تتغير عن السابق وهي ما قيمته 5% زيادة على قيمة كرتون البيض من المزرعة. وأضاف رشيد تركي مدير التسويق لدواجن رحيمة ل "الرياض" أن هناك طلباً كبيراً على البيض خلال الفترة الحالية فاقت التوقعات التسويقية مما حتم على المزرعة زيادة الإنتاج لتصل إلى طاقة إنتاجية بمعدل 20%. وأكد رشيد أن الأسعار المتداولة في السوق هي غير حقيقية وتقارب الخيالية للوضع الراهن حيث وصل سعر الكرتون 180ريالاً، بالعلم ان الارتفاعات الحالية تشكل ما قيمته 30% من السعر السابق لتصل من 120ريالاً إلى 155- 160ريالاً للكرتون تقريبا. الزيادة في التكليف وعلل عمر الغامدي مدير مجموعة سعيدكو لإنتاج بيض المائدة أن الارتفاعات الحالية في أسعار البيض تأتي من خلال ارتفاع الأسعار على المنتجين فمكونات الأعلاف ارتفعت إلى ما يقارب نسبته 200% لتكون أسعار فول الصويا من 320دولاراً للطن إلى 530دولاراً للطن، والذرة الصفراء من 180دولاراً للطن إلى 340دولار للطن، وثنائي فوسفات الكالسيوم من 1950ريالاً للطن إلى 6000ريال للطن، وارتفاع عام للمكونات الإضافية الأخرى من فيتامينات وغيرها،علما أن الأعلاف تمثل ما نسبته 75% من قيمة طبق البيض الواحد، والجدير بالذكر أن هذه الأسعار لم تصل إلى المستوى الحالي خلال 30السنة السابقة. كما إن تكلفة صناعة الورق من كراتين وأطباق ومواد التعبئة بشكل عام ارتفعت بشكل كبير وصلت من 40-50% ولم تعرف الأسباب. مطالبات للاستثمار وقال أبا حسين إن الذرة الصفراء أصبحت تشكل الطاقة البديلة عن النفط وتوجه الكثير من دول العالم لإنتاج الذرة الصفراء وتوجيه استثماراتها إلى الزراعة، كما أن الطلب العالمي على الذرة للدول المنتجة زاد عن العادة فارتفعت الأسعار بشكل جنوني. وأوصى رجال الأعمال والمزارعين باستغلال المسطحات الزراعية بالمملكة وإنتاج الذرة الصفراء بشكل وفير وتنعكس بشكل مباشر في رفع معدلات نمو الاقتصاد السعودي. دور جمعية حماية المستهلك وذكر أبا حسين ان على جمعية حماية المستهلك حماية المصلحة العامة وتوعية المواطن بالأسعار وإصدار التقارير الأسبوعية لأسعار السلع الغذائية بكافة أشكالها وأنوعها ومراقبة السوق عن كثب ووضع آلية لتحديد هامش الربحية لتجار التجزئة ويأتي ذلك بعد الاطلاع إلى أسعار تكلفة الجهات المنتجة أو المصنعة لسلع الغذائية لحماية معدل نمو الاقتصاد السعودي. وقال أبا حسين إن العديد من التجار والمزارعين والموزعين غير المعنيين بمراقبة السوق قاموا بمحاولات حثيثة بتوعية المواطن قدر الإمكان بالأسعار الحالية عن طريق الخطابات الموجهة للمحلات التجارية والإعلان عن ذلك، ومعاقبة المحلات التي تتلاعب بالأسعار بعدم تسليمهم أو حرمانهم من استلام البيض وبيعه على المستهلك والذي يؤثر بشكل مباشر على الجهات المنتجة لدواجن والدواجن البياض.