دخل لبنان مرحلة جديدة بعد تكشف مشاركة "حزب الله" في القتال إلى جانب النظام السوري واعترافه علنا بهذه المشاركة والإعلان عن سقوط قتلى له خلال المعارك. وكشفت المعلومات عن قيام أكثر من ألف مسلّح بالهجوم على قرى بمنطقة القصير بريف دمشق، مع استمرار توالي وصول نعوش مقاتلي الحزب إلى لبنان. وأكد المتحدث باسم الجيش السوري الحر، لؤي المقداد، أن "أعداد قتلى الحزب بمعركة القصير تجاوزت 40 قتيلاً، وأنه يدفن كل 3 أو 4 ساعات جثة لمقاتليه". وأوضح أن "حزب الله" يشتبك مع الشعب وليس مع الجيش الحر بسورية، مشيراً إلى أن "الحكومة اللبنانية تسهّل عمل النظام السوري بتسهيل دخول المازوت للأراضي السورية". وكشف أن "حزب الله" يقصف سورية من داخل الأراضي اللبنانية"، لافتاً إلى أن "الحزب، وبعد سيطرته على 5 قرى سورية، دخل إليها واستولى عليها". وأعلن أن الاشتباكات ما زالت مستمرة في محيط القصير بين "حزب الله" والجيش السوري الحر والقرار المركزي قد اتخذ بالمواجهة علناً". وربطت مصادر بالمعارضة السورية في بيروت أمس بين هجوم وتصعيد حزب الله للموقف القتالي على القرى الحدودية، ولاسيما في القصير، وبين تصريحات رجل الدين الإيراني مهدي طائب بأن سورية هي المحافظة 35 الإيرانية. كما لفتت إلى أن هذا التصعيد جاء بعد أيام قليلة أيضا من إعلان النائب السابق المعروف بعلاقته الاستخبارية مع شبيحة النظام المدعو ناصر قنديل عن أن حزب الله سيشارك قريباً في المعارك الدائرة في سورية، وأشارت كذلك إلى حديث الوزير السابق وئام وهاب المعروف أيضا بولائه لبشار الأسد من أن "محور المقاومة اتخذ قراره بالقتال بكل الوسائل لحماية سورية". واعترف "حزب الله" بمقتل عنصرين له، وإصابة 14 بمعارك داخل سورية، في ظل استمرار الاشتباكات في محيط القصير بين "حزب الله" والجيش الحر. وأفاد مصدر لبناني أمس أن "قتيلي حزب الله" دفنا داخل الأراضي السورية، أما المصابون فتم نقلهم ليلا للأراضي اللبنانية". من جهة ثانية، قطع عدد من أهالي العريضة المعبر الحدودي بين لبنان وسورية احتجاجا على إطلاق النار والقذائف على منازلهم ليلا. وأطلق الجيش السوري فجرا النار والقذائف الصاروخية نحو بلدة العريضة، مما أدى إلى حركة نزوح كثيفة، فيما أصيب عدد من المنازل بأضرار جراء القصف. وفيما تحاول بريطانيا مدعومة بعدد من حلفائها بالاتحاد الأوروبي رفع الحظر الأوروبي على تسليح المعارضة في بروكسل، استولى الثوار أمس على حاجز على طريق مطار حلب الدولي في إطار "حرب المطارات" التي بدؤوها منذ الثلاثاء الماضي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد المرصد ب "سيطرة مقاتلي الكتائب على حاجز على طريق مطار حلب الدولي" بعد منتصف الليل، مشيرا إلى وقوع اشتباكات في محيط المطار قتل فيها عناصر من القوات النظامية والمعارضين. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن الحاجز يقع على بعد مئات الأمتار من مطار النيرب. كما أشار المرصد إلى اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين "في محيط سرية المحروقات التابعة لمطار النيرب العسكري"، أسفرت عن مقتل مقاتل وما لا يقل عن سبعة عناصر من القوات النظامية، وأخرى في محيط مطار كويرس العسكري قرب مدينة الباب شرق حلب أيضا، وفي محيط مطار منغ العسكري شمال حلب. كما أفاد المرصد ب "اشتباكات متقطعة" في بعض أحياء حلب القديمة وفي محيط حي الشيخ سعيد الذي استولى عليه المعارضون أخيرا عند أطراف مدينة حلب. وفي درعا قتل ما لا يقل عن أربعة من القوات النظامية بانفجار استهدفهم على الطريق الدولي قرب بلدتي خربة غزالة والكتيبة، بحسب المرصد.