تجدد التوتر الامني على الحدود الشمالية اللبنانية مع سورية، والممتدة عند الضفة السورية لمجرى النهر الكبير، من معبر البقيعة حتى معبر الشيبي غير الشرعي قبالة بلدة الهيشة. وسقطت القذائف السورية داخل الاراضي اللبنانية في بلدة المقيبلة وخط البترول والهيشة وقرب مركز الجمارك القديم في المنطقة. وسارع الجيش اللبناني الى ارسال وحدات منه الى معبر البقيعة ونشر دوريات مؤللة في المنطقة، الا ان هذه الوحدات تعرضت لإطلاق نار ردت على مصادره. وأدى التصعيد الأمني المفاجئ الى مقتل نازحين سوريين على دراجتهما إثر اصطدامهما بسيارة «رينو رابيد» على الطريق العام للدبابية – النورا، واللبناني وليد موسى نتيجة أزمة قلبية جراء القصف الذي طاول أيضا بلدات ابو موسى، بني صخر، حي البترول، المعبر الحدودي الهيشة. وتسبب بأضرار في المنازل إضافة الى حركة نزوح كثيفة في صفوف المواطنين. وغداة الحادث، أعلن وزير الداخلية مروان شربل قبيل دخوله جلسة مجلس الوزراء قبل ظهر امس، عن خطة امنية «سيباشر فيها فوراً لضبط الوضع وتنظيمه على الحدود اللبنانية-السورية». وأوردت وكالة «الانباء المركزية» معلومات تفيد أن «هناك تعزيزات بلواء كامل للجيش سيتوجه الى الحدود الشمالية لتنفيذ الخطة الأمنية التي وضعها الوزير شربل. الجيش: رصد مصادر النار وكانت قيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجيه، شرحت في بيان امس ما حصل على الحدود، واوضحت انه «اعتباراً من منتصف ليل 9 – 10 الجاري، وعلى فترات متقطعة، حصل تبادل إطلاق نار على الحدود اللبنانية-السورية في منطقة وادي خالد بين القوات السورية وعناصر مسلحة، تخلله سقوط عدد من القذائف داخل الأراضي اللبنانية ووقوع إصابات في صفوف المواطنين. وإثر ذلك، قامت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة بتسيير دوريات مكثفة وإقامة حواجز متحركة، حيث تعرضت لإطلاق نار، فردّت على مصادر النار بالأسلحة المناسبة، وتستمر هذه الوحدات بتعزيز إجراءاتها الأمنية لرصد مصادر إطلاق النار ومعالجتها بصورة فورية». «سانا»: إحباط محاولة تسلل وذكرت وكالة «الانباء السورية» (سانا) امس، أن «الجهات المختصة وقوات حرس الحدود (السورية)، أحبطت الليلة الماضية في مواقع عدة من ريف تلكلخ في ريف حمص، محاولات تسلل مجموعات إرهابية مسلحة من الأراضي اللبنانية إلى سورية، وتمكنت من إيقاع خسائر كبيرة في صفوفها». ونقلت الوكالة عن مصدر في محافظة حمص قوله إن «المجموعات الإرهابية استهدفت مواقع حرس الحدود على الجانب السوري بنيران أسلحتها في مواقع جسر قمار وجسر أبو سويد ومعابر هرموش والعرموطة والعريضة ونورا والدالية، محاولة التسلل عدة مرات إلى الأراضي السورية، وكان بحوزتها العديد من سيارات الدفع الرباعي مجهزة برشاشات، إلا أن تصدي حرس الحدود لها منعها من التسلل، ولاذت بالفرار إلى داخل الأراضي اللبنانية». وقال المصدر للوكالة «إن الاشتباك أسفر عن مقتل عدد من الإرهابيين وإصابتهم، فيما أصيب عنصر من الجهات المختصة بجروح». السفير السوري وتمنى السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي في تصريح لمحطة «المنار»، ان «تعطي القرارات التي اتخذت في مجلس الوزراء اللبناني فاعلية على الارض، لأن هذا يحصن لبنان ويحمي الحدود اللبنانية-السورية»، راجياً ان يكون «انتشار الجيش حاسماً وقوياً، وأن يكون هناك تعاون مثمر بين الجيشين اللبناني والسوري بما فيه مصلحة البلدين». ورأى علي أن «إشاعة الفوضى في الشمال وإقامة بؤر من أجل إقامة منطقة عازلة، محكوم عليها بالفشل». نفقة معالجة النازحين وأعلنت الهيئة العليا للإغاثة عن «التوقف (اعتباراً من امس) عن تغطية أي نفقة علاجية او استشفائية لأي جريح أو نازح سوري على كل الأراضي اللبنانية»، وأشير الى ان السبب هو إعادة جدولة ميزانية الهيئة ونفقاتها. وأسف النائب معين المرعبي خلال جولة له على القرى والبلدات الحدودية، «لصمت الحكومة ازاء هذا التعدي السافر من قبل النظام السوري، الذي يستبيح يومياً السيادة اللبنانية». وحض الجيش اللبناني على «الانتشار فعلياً على الارض وحماية الأهالي وتأمين مظلة أمان واستقرار لهم والحد من هذه الانتهاكات السورية المتمادية والتي باتت لا تقيم أي اعتبار لا لسيادة لبنان ولا للقرارات والمواثيق الدولية التي تحمي الحدود بين البلدين». وجدد مطالبته «بنشر قوات من الاممالمتحدة على طول الحدود البرية لحماية المدنيين»، معتبراً «ان الاعتداءات السورية الأخيرة جاءت رداً مباشراً على قرار نشر المزيد من قوات الجيش الذي اتخذته الحكومة، ما يعني ان النظام السوري لا يقيم وزناً ولا اعتباراً لا للحكومة المتمسكة حتى الآن بالنأي بنفسها عن مصالح أبنائها ولا لقراراتها».