تبنى تنظيم «القاعدة» التفجيرات التي وقعت في مناطق متفرقة من بغداد أول من أمس وتسببت بمقتل وإصابة أكثر من 152 عراقياً، مؤكداً أنها رد على «جرائم الحكومة في المناطق السنية»، منتقداً «الخيار الوطني» لأهل السنة. وفيما أكدت مصادر أمنية أن رسائل تهديد وقعها التنظيم وصلت إلى أكثر من 80 ضابطاً في وزارة الداخلية ، طالبت كتلة الأحرار باستجواب القادة الأمنيين للوقوف على أسباب التفجيرات الأخيرة. وأعلن «القاعدة» في بيان حمل توقيع «دولة العراق الإسلامية» ونشرته مواقع إلكترونية تروج للإسلاميين أن «أفراد التنظيم نفذوا الهجمات التي شهدتها مناطق بغداد أمس (أول من أمس)، انتقاماً للأعمال الإجرامية التي تقوم بها الحكومة التي يقودها الشيعة في المناطق السنية من العاصمة». وشهدت بغداد الأحد موجة من التفجيرات ضربت أكثر من 10 مناطق شيعية، بينها مدينة الصدر ومناطق الكرادة والأمين والحسينية والكمالية وشارع فلسطين بتفجير أكثر من 14 سيارة مفخخة أوقعت ما لا يقل عن 152 شخصاً بين قتيل أو جريح. وأشار البيان إلى أن العملية «جزءٌ من سلسلة عمليات نوعيّة استهدفت أركان المشروع الصفوي وأحلافه وأسباب قوته في مختلف الولايات خلال الأسابيع الماضية وسيتم نشر تفاصيلها في البيانات الدورية التي تُنشر تباعاً». وتابع البيان: «نقول لأهل السنّة في بغداد وغيرها: إنّ الوضع الذي تعيشونه اليوم هو عينُ ما حذركم منه المجاهدون منذ سنين وأنتم تسيرون في النفق المظلم الذي زيّنه لكم الوطنيّون الخونة ممّن باعوا الدين والعِرض والأرض، وشاركوا في العملية السياسية ولعبتها الديموقراطية القذرة، فماذا أغنتكم الديموقراطية اليوم وقد انتُهكت الأعراض واستُبيحت الدماء واغتُصب المال وسُلب الأمن وامتلأت السجون برجال ونساء المسلمين وذراريهم، وماذا جنيتم من الشعارات الوطنيّة الزائفة وقد غرز المشروع الشّيعيّ الصفوي الحاقدُ أنيابه في أكتافكم، وصارت دياركم مُشاعةً لجيشه الفاجرٍ الذي لا يرقب فيكم ذمّة». وأعتبر رئيس الوزراء نوري المالكي، في بيان اصدره عقب التفجيرات، تسلمت «الحياة» نسخة منه، أن «ما شهدته بغداد تطبيق عملي لدعوات التحريض والكراهية والأصوات الطائفية التي تطلقها بعض الجهات»، داعياً «الجميع إلى التحرك لوقف موجة التحريض الطائفي التي تدعمها أطراف سياسية داخلية وخارجية»، وطالب قوات الأمن «بعدم التواني في ضرب الإرهاب والمحرضين عليه». إلى ذلك، أكد مصدر أمني أن «رسائل تهديد بالقتل وصلت مساء أول من أمس إلى أكثر من 80 ضابطاً من منتسبي وزارة الداخلية تحذرهم من الاستمرار في العمل ضمن هيكلية وزارة الداخلية». وأشار المصدر الذي شدد على عدم كشف اسمه أن «رسائل التهديد التي حملت توقيع دولة العراق الإسلامية/فصيل أبناء العراق محاولة يائسة لإشاعة الفوضى في المؤسسة الأمنية، لكن هذا لا يعني أن لا تكثف وزارة الداخلية وبالتنسيق مع القائد العام للقوات المسلحة خطة حقيقية لإجهاض المؤامرات التي تسعى إلى نسف الهوية العراقية». وتابع: «من المتوقع تصاعد الأعمال الإرهابية خلال الأيام المقبلة ما لم يتخذ القائد العام إجراءات حقيقية لتفعيل الأداء الأمني والعسكري على أرض الواقع». وكان الأمين العام ل «حزب الله» العراقي واثق البطاط، زعيم «جيش المختار» حذر الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية وحملها مسؤولية التفجيرات التي استهدفت بغداد، وأكد أن «الحكومة لم تستجب التحذيرات التي أطلقها». واتهمها ب «الاستخفاف بالدم العراقي». يذكر أن البطاط حذر في تصريحات صحافية سابقة من تفجيرات ستستهدف العاصمة، مؤكداً تلقيه معلومات تفيد بنية تنظيم «القاعدة» و «جيش النقشبندية» و «الجيش الحر» تنفيذ هجمات، داعياً الحكومة إلى فرض حظر التجول. وكشف عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية حاكم الزاملي، أن اللجنة ستقدم طلباً إلى رئاسة مجلس النواب لاستجواب القادة الأمنيين وضباط الاستخبارات المسؤولين.