تبنى تنظيم «دولة العراق الاسلامية» الفرع العراقي لتنظيم «القاعدة»، الهجمات الدامية التي وقعت في سبع محافظات عراقية الخميس وقتل فيها 38 شخصاً على الاقل. وجاء في بيان نشر أمس على موقع «حنين» الذي يعنى بأخبار «الجهاديين» العراقيين: «استنفر جانب من الجهد الامني والعسكري للدولة الاسلامية في موجة جديدة وفي خميس دمويٍ آخر على رؤوس المرتدين». واضاف البيان الذي حمل عنوان «غزوة الخميس رداً على جرائم الحكومة الصفوية» ان «هذه الغزوة بداية لما ينتظرهم في الايام المقبلة (...) وحلقة في سلسلة مباركة انطلقت ولن تتوقف». وقتل 38 عراقياً، منهم عناصر في الشرطة والجيش واصيب اكثر من 170 في هجمات منسقة الخميس استهدفت بغداد وست محافظات اخرى. وشملت التفجيرات وهي الاعنف منذ مقتل 50 شخصا في 20 اذار (مارس) بسلسلة هجمات مشابهة تبناها تنظيم «القاعدة»، نحو 40 هجوما بينها 14 سيارة مفخخة و19 عبوة ناسفة ولاصقة وثلاث هجمات انتحارية واربع هجمات اخرى. واعلن تنظيم «دولة العراق الاسلامية» في بيانه ان هذه الحملة الدامية جاءت «رداً على حملات الاعتقال والتنكيل والحصار ومصادرة الاراضي التي تتعرض لها مناطق اهل السنّة، خصوصاً في ولاية بغداد وضواحيها». واعتبر ان «سقوط المشروع الصفوي في بغداد يعني فشل مشروعهم في العراق، وبداية لانكسار ظهر السد الشيعي الصفوي الذي زرعوه في المنطقة، خصوصاً بعد انطلاق ثورة اهل السنًة في الشام المباركة». في هذا الوقت، قال الشيخ عبد المهدي الكربلائي، ممثل المرجع الديني الكبير اية الله علي السيستاني في خطبة الجمعة في كربلاء: «لا بد من ان يكون هناك تشخيص لاسباب التفجيرات واجراءات مهنية وامنية تتناسب مع تكرارها». واضاف: «يذكر البعض ان هذه العمليات الارهابية انما يراد منها اثبات وجود الارهابيين وهذا الكلام ليس مهنياً ولا موضوعياً». وتابع: «ذكر لي مسؤول قريب من موقع القرار والمواقع المهمة في الدولة انه نصح عائلة احدى الشخصيات الدينية التي قدمت الى العراق ألا تذهب الى الكاظمية لان في اليوم التالي ستحصل بعض التفجيرات وحصلت فعلا». وتابع: «حينما يكون هناك علم بحصول تفجيرات ولا تتخذ اجراءات هذا يؤشر إلى وجود خلل في الاداء المهني والامني ولا بد من ان تشخص الاسباب: هل هي في فقد التنسيق بين الاجهزة الامنية أم في عدم القدرة المهنية للاجهزة الامنية؟». وكانت وزارة الداخلية اعلنت في بيان الخميس ان «العصابات الارهابية اقدمت على تفجير عدد من السيارات المفخخة والعبوات الناسفة»، معتبرة ان هذه «العصابات تريد إثبات انها على قيد الحياة». وحمّلت كتل سياسية رئيس الوزراء نوري المالكي مسؤولية التفجيرات. واعتبرت ان «التفرد في ادارة الملف الامني واستحواذه على الوزارات والمناصب الامنية وعدم اشرك الكتل السياسية يدفع الى استمرار اعمال العنف». وقال عضو لجنة الامن والدفاع في البرلمان النائب شوان محمد طه في اتصال مع «الحياة» ان «حدوث تفجيرات متزامنة وبهذه الدقة تكشف هشاشة الوضع الامني وضعف الخطط الامنية الموضوعة وقلة خبرة القائمين على الملف الامني». واشار الى ان «الحكومة تتبع اسلوب القوة في فرض الامن والتفرد في القرارات الامنية من دون اشراك باقي الكتل السياسية المشاركة في الحكومة في ابرز التحديات التي تواجة البلاد حالياً». واشار الى ان «استمرار التفجيرات في وقت يبلغ عدد منتسي القوات الامنية مئات الآلاف يستدعي مراجعة الوضع برمته».