وجه الأسير سامر طارق احمد العيساوي (33 عاماً)، المضرب عن الطعام منذ أكثر من 7 أشهر، رسالة أوصى فيها بأنه في حال سقط شهيداً «أن تحملوا روحي صرخة من أجل كل الأسرى والأسيرات». وقال إنه معلق بين الموت والحياة لكنه سيواصل هذا الطريق. وجاء في الرسالة التي نقلها محامي وزارة الأسرى فادي عبيدات خلال زيارته له: «أتوجه بالتحية والإكبار إلى جماهير شعبنا الفلسطيني البطل وقيادتنا الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس الفلسطيني (محمود عباس) أبو مازن، والى كل القوى والفصائل والمؤسسات الوطنية، على وقوفها إلى جانب معركتنا في الدفاع عن حقنا بالحرية والكرامة. إنني استمد قوتي من شعبي، ومن كل الأحرار في العالم والأصدقاء وأهالي الأسرى الذين يواصلون الليل بالنهار هاتفين للحرية ولإنهاء الاحتلال. لقد تدهور وضعي الصحي بشكل كبير، وصرت معلقاً بين الموت والحياة، وجسدي الضعيف المنهار لا يزال قادراً على الصبر والمواجهة، ولسان حالي يقول سأستمر حتى النهاية، حتى آخر قطرة ماء في جسدي، حتى الشهادة، فالشهادة شرف لي في هذه الملحمة، شهادتي هي قنبلتي الباقية في وجه الطغاة والسجانين، وفي وجه سياسة الاحتلال العنصرية التي تذل شعبنا وتمارس بحقه كل وسائل البطش والقمع. أقول لشعبي: أنا أقوى من جيش الاحتلال وقوانينه العنصرية، أنا سامر العيساوي ابن القدس، أوصيكم إن سقطت شهيداً أن تحملوا روحي صرخة من اجل كل الأسرى والأسيرات، صرخة حرية وانعتاق وخلاص من كابوس السجون وظلماته القاسية. إن معركتي اكبر من حرية فردية، معركتي أنا وزملائي الأبطال طارق وأيمن وجعفر هي معركة الجميع، معركة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال وسجونه، من اجل أن نكون أحرار وأسياداً في دولتنا المحررة وفي قدسنا الشريف. إن نبضات قلبي المتوترة والضعيفة تستمد صمودها منكم أيها الشعب العظيم، وإن عيني التي بدأت أفقد البصر بها تستمد النور من تضامنكم ومساندتكم لي، وإن صوتي الضعيف يأخذ قوته من صوتكم الذي يعلو على صوت السجان والجدران. أنا واحد من أبنائكم، من بين الآلاف من أبنائكم الأسرى الذين لا يزالون قابعين صامدين في السجون، ينتظرون أن يوضع حد لمأساتهم وآلامهم ومعاناة عائلاتهم. لقد ابلغني الأطباء إنني أصبحت معرضاً لجلطات دماغية بسبب عدم انتظام دقات القلب والنقص في السكر وهبوط الضغط، جسمي مليء بالبرودة وعدم القدرة على النوم بسبب الآلام المتواصلة، لكنني رغم التعب والإرهاق الشديدين وآلام الرأس المزمنة، فإنني أتحرك على مقعدي، أحاول أن استجمع كل ما عندي لأواصل الطريق إلى منتهاه، لا عودة للخلف إلا بانتصاري، لأنني صاحب حق، واعتقالي باطل وغير قانوني. لا تخافوا على قلبي إن توقف، ولا تخشوا على يدي إن شلت، فأنا لا أزال حياً، الآن وغداً وبعد الموت، لأن القدس تتحرك في دمي وإيماني وعقيدتي».