واصل الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي أمس إضرابهم المفتوح عن الطعام، لليوم الخامس على التوالي، احتجاجاً على الممارسات التعسفية والانتهاكات التي تمارسها إدارة السجون في حقهم وللمطالبة بحقوقهم. وفيما أُعلن انضمام مئات الأسرى إلى الإضراب عن الطعام أمس، شنت إدارة السجون حملة واسعة ضد أسرى سجن «عسقلان» لإرغامهم على وقف الإضراب. وأكدت «مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان» أن عدداً من أسرى سجني «مجدو» و «هداريم» قرر الشروع في الإضراب المفتوح عن الطعام أمس. وأوضح الباحث في المؤسسة أحمد البيتاوي أن «أسرى حركة حماس والجبهتين الشعبية والديموقراطية وعدداً من أسرى فتح والجهاد الإسلامي في سجني مجدو وهداريم قرروا خوض الإضراب، ما يعني انضمام مئات الأسرى إلى الإضراب» الذي بدأ الثلثاء الماضي بالتزامن مع «يوم الأسير الفلسطيني». وأضاف: «من المتوقع أن ينضم أيضاً أسرى سجن النقب إلى الإضراب خلال الأيام القليلة المقبلة». من جهته، وجه القيادي في «حماس» الأسير جمال أبو الهيجاء نداءً إلى كل القوى والفصائل «لتلبية صرخة الحرية للأسرى بتوحيد الصفوف تحت راية فلسطين لحشد كل الطاقات لدعم معركة الوفاء والعهد التي تخوضها الحركة الأسيرة». وأعلن أبو الهيجاء المعزول بقرار من جهاز الأمن العام الإسرائيلي «شاباك» منذ اعتقاله في 26 آب (أغسطس) عام 2002 في سجن «جلبوع»، في رسالة وزعها ذووه أنه مضرب عن الطعام «التحاماً مع معركة الأسرى للمطالبة بحقوقهم، وفي مقدمها وقف العزل، وإغلاق مدافن الموت البطيء التي يحتجزون فيها». كما أعلن الأسيران عبد السلام وحمزة أبو الهيجا في سجن «مجدو» إضرابهم عن الطعام، فيما قررت والدتهم الأسيرة المحررة أسماء أبو الهيجاء الصوم تضامناً معهم. حملة إدارة السجون في هذه الأثناء، كشف نادي الأسير أن إدارة سجون شنت حملة واسعة ضد أسرى سجن «عسقلان» منذ أعلنوا إضرابهم المفتوح عن الطعام «لإرغامهم على وقفه». وأوضح أن «الأسرى في عسقلان أكدوا إصرارهم على المضي في المعركة على رغم تهديدات الإدارة، ووجهوا نداء إلى كل القوى والفصائل وجماهير شعبنا لدعم معركتهم حتى انتزاع مطالبهم». ونقل محامي النادي عن ممثل الأسرى الأسير ناصر ناجي خلال زيارته أول من أمس قوله إن «الأسرى من جميع الفصائل انخرطوا في الإضراب ... وأنه نتيجة ذلك دهمت الإدارة الأقسام وصادرت ممتلكاتهم، بما فيها الحرامات (الأغطية)، وبقي لكل أسير فقط حذاء خفيف ومواد التنظيف». وأشار إلى أن «إدارة السجن هددت بنقل كل أسرى فتح من عسقلان إلى سجون أخرى من أجل ضرب وحدة الفصائل نتيجة الانسجام والوفاق التام» بينهم. وقال الأسير شادي شرفا من القدس المحكوم 20 عاماً خلال لقائه محامي النادي، إن «الأسرى أبلغوا إدارة السجن ومسؤول الأمن والاستخبارات أن معركتهم شعارها: لا تراجع ولا تنازل، وإما حياة كريمة أو الموت بكرامة». كما أعلن الأسير ثائر حماد من بلدة سلواد قضاء رام الله المحكوم بالمؤبد 11 مرة لمحامي النادي أن «جميع الأسرى مستمرون في إضرابهم المفتوح عن الطعام حتى انتزاع حقوقهم، وأنهم اتخذوا كل الإجراءات لمواجهة الإدارة لأنهم يتوقعون مواجهات غير مسبوقة معها في الأيام المقبلة». درس مطالب الأسرى وقالت وزارة الأسرى في السلطة الفلسطينية في تقرير لها إن «تعليمات رسمية تلقاها مدير مصلحة السجون الإسرائيلية بالتحرك لدرس مطالب الأسرى المضربين عن الطعام». وأضافت أن «حواراً بدأ في بعض السجون مع لجنة مكلفة من إدارة السجون في شأن مطالب الأسرى». وقال الأسير كريم يونس من مناطق ال 48، وهو أقدم الأسرى في سجون الاحتلال وممثل «فتح» فيها، إن «اللجنة المكلفة من إدارة السجون حددت 30 الشهر الجاري موعداً للرد على مطالب الأسرى، وأبرزها إنهاء العزل الفردي، والسماح بالزيارات لأسرى قطاع غزة». وأضاف الأسير زياد جبارين من أم الفحم أن «الأسرى رفضوا عرضاً من إدارة السجون بالسماح لأسرى القطاع برؤية ذويهم عبر شاشة التلفاز، وأصروا على إعادة السماح بالزيارات في شكل طبيعي» التي تمنعها إسرائيل منذ أكثر من خمس سنوات. 35 أسيراً عربياً ومئات المفقودين إلى ذلك، قال الأسير السابق الباحث في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة إن سلطات الاحتلال «تحتجز في سجونها 35 أسيراً عربياً من الأردن ومصر وسورية، يعتبر الأسير صدقي المقت من هضبة الجولان السورية المحتلة المعتقل منذ أكثر من 26 عاماً عميدهم ... إضافة إلى عشرات آخرين من السودان ومصر». وأضاف فروانة في تصريح أمس أن «المئات من الأشقاء العرب يُعتبرون في عداد المفقودين، ولا يُعرف إن كانوا اعتقلوا وزج بهم في السجن الإسرائيلي السري 1391 وترفض إسرائيل الإقرار بوجودهم لديها، أم أنهم قُتلوا ودُفنت جثامينهم في مقابر الأرقام، أم قتلوا وسرقت أعضاؤهم وتناثرت بقايا جثامينهم هنا وهناك». وجاء تصريح فروانة لمناسبة الذكرى 33 ل «يوم الأسير العربي» الذي يصادف 22 نيسان (أبريل) من كل عام، وهو اليوم الذي اعتقل فيه عميد الأسرى العرب السابق سمير القنطار عام 1979، وتم تحريره في إطار صفقة تبادل مع «حزب الله» في تموز (يوليو) عام 2008. ودعا فروانة الأمة العربية إلى «الاهتمام بالأسرى العرب القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي على الصعيد الرسمي والشعبي والإعلامي، وتسليط الضوء على قضيتهم، ومساندتهم بما يحقق الضغط المتواصل لضمان إطلاقهم وعودتهم إلى بيوتهم وأوطانهم وأحبتهم». وأشار إلى «تفاقم معاناتهم نتيجة استمرار انقطاعهم عن ذويهم وحرمانهم من الزيارات، وتقاعس حكوماتهم عن متابعة قضاياهم وضعف التحرك الديبلوماسي تجاههم، وتدني مستوى الاهتمام الشعبي والإعلامي بهم إلى أدنى درجاته».