قال مارتن هوبر، سفير بريطانيا في الجزائر، إن رئيس الوزراء ديفيد كامرون «كان أمام وضع صعب لكم أن تتخيلوه» أثناء متابعته تطورات حادثة اختطاف رهائن غربيين وجزائريين في منشأة للغاز في الصحراء الجزائرية الشهر الماضي. وتحدث المسؤول البريطاني عن «ضمانات» قدمتها الحكومة الجزائرية لحماية المنشآت، تزامناً وأنباء عن اعتقال شخصين يحملان أحزمة ناسفة في تيننزواتين آخر مدينة جزائرية حدودية مع مالي. وتحدث مارتن هوبر عن الجدل الذي أثير حول موقف بريطانيا من عملية منشأة تيقنتورين، قائلاً: «الوضع كان صعباً ومعقّداً لأننا فقدنا ستة من رعايانا، ولكم أن تتصوروا ما واجهه السيد كامرون في بريطانيا بسبب ذلك. ولكننا أبدينا تفهماً بحكم أن القضية تتصل بسيادة الجزائر». وتحدث السفير البريطاني في لقاء مع صحافيين في مقر إقامته في العاصمة الجزائرية أمس عن «تفهم بريطاني أكبر للموقف الجزائري من بعد زيارة رئيس الوزراء نهاية الشهر الماضي». وصرّح بأن الشركات النفطية البريطانية تلقّت الضمانات الكافية بخصوص تعزيز الإجراءات الأمنية في المنشآت في جنوب البلاد. وكشف عن لقاءات رفيعة المستوى بين البلدين تتناول التنسيق في مجال محاربة الإرهاب. ويُعتقد أن ترتيب هذا التعاون بدأ مع زيارة كامرون للجزائر، إذ أنه جاء على رأس وفد ضم أيضاً رئيس مجلس التنسيق الأمني في الحكومة البريطانية كيم داروش ومدير الاستخبارات الخارجية جون سويرز. وكشف السفير عن لقاءات تجري بين مسؤولين من البلدين لتحضير اجتماع بين الوزير المنتدب للشؤون الافريقية والمغاربية عبدالقادر مساهل ووزير شؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا أليستر بيرت. وبدا من كلام السفير البريطاني أن لقاءه مع الصحافيين يهدف إلى توضيح موقف بلاده أثناء أزمة الرهائن والذي فُهم أنه «استياء بريطاني» بحجة أن لندن لم تستشر من طرف الجزائر خلال عملية تحرير الرهائن من يد جماعة إسلامية مسلحة. وقُتل 37 من الرهائن الغربيين خلال عملية تحريرهم وما زال خمسة في عداد المفقودين. وقال السفير في هذا الإطار: «جاء السيد كامرون ليؤكد دعم بريطانيا ووقوفها بجنب الجزائر في حربها ضد الإرهاب. فقد عرفنا نحن الإرهاب في إرلندا الشمالية والجزائر عانت منه في العشرية السوداء، معنى ذلك أننا نواجه عدواً واحداً. زيادة على هذا، تجمعنا نظرة واحدة في الكثير من القضايا، أهمها مسألة دفع الفدية (لخاطفي الرهائن)، فالبلدان يعملان سوياً في الأممالمتحدة وفي هيئات أخرى للبحث عن أفضل الصيغ لمنع دفع الفدية». في غضون ذلك، فرضت الحكومة الجزائرية على مؤسسة النفط الحكومية إجراءات جديدة تقضي بتحويل ملفات طالبي الشغل فيها على تحقيقات أمنية مسبقة. وجاء ذلك بالتزامن مع توقيف مصالح الأمن الجزائري مسلحين في تينزواتين آخر نقطة بين الجزائر ومالي، وهما يحملان أحزمة ناسفة. وقال ناطق باسم «حركة تحرير أزواد» على مشارف تينزواتين في اتصال مع «الحياة» أمس إن المنطقة «آهلة باللاجئين الذين يعيشون ظروفاً صعبة وقد قلّصت السلطات الجزائرية من التشدد حيالهم منذ يومين وسمحت بمرور مساعدات». وتابع: «الحركة التزمت ملاحقة المتطرفين الإسلاميين وأغلبهم غادروا في اتجاه الغرب حيث لا توجد حركة ازواد». لافروف وفي سياق ذي صلة، وصل مساء أمس إلى الجزائر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في زيارة يلتقي خلالها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة والوزير الأول عبدالمالك سلال ووزير الخارجية مراد مدلسي. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن روسيا تحرص على المحافظة على علاقات مع الجزائر التي «تملك نفوذاً كبيراً في العالم العربي وافريقيا ومنطقة البحر المتوسط وفي العالم قاطبة»، وتعتزم مواصلة التنسيق معها في الساحة الدولية. وجاء في البيان «نرى أنه يمكن بل يجب أن تحدد شعوب المنطقة مستقبلها بنفسها من دون تدخل من الخارج... وينطبق ذلك على الأزمة السورية أيضاً».