أعلن مصدر جزائري أمس أن الجيش حرر قرابة 650 رهينة منهم 573 جزائريا و"أكثر من نصف عدد الأجانب البالغ 132"، الذين كانت تحتجزهم مجموعة إسلامية مسلحة في موقع إن أمناس الغازي بالصحراء الجزائرية. وكان المصدر أفاد في وقت سابق أن "18 إرهابيا" قتلوا عند تدخل الجيش أول من أمس لتحرير الرهائن من الخاطفين، الذين يقدر عددهم بثلاثين فردا، مشيرا إلى أن فوجا آخر من منفذي الهجوم "ما زال متحصنا" في جانب من الموقع، حيث يحتجزون 60 رهينة أجنبيا. وعرضت المجموعة الإسلامية التي تحتجز الرهائن أمس التفاوض مع فرنساوالجزائر لوقف الحرب في شمال مالي، ومبادلة الرهائن الأميركيين لديها بالشيخ المصري عمر عبدالرحمن والباكستانية عافية صديقي المعتقلين بالولايات المتحدة. وقالت وكالة نواكشوط للأنباء إن زعيم الخاطفين مختار بلمختار "طالب الفرنسيين والجزائريين بالتفاوض لوقف الحرب التي تشنها فرنسا على أزواد وأعلن عن استعداده لمبادلة الرهائن الأميركيين المحتجزين لديه "بالشيخ عبدالرحمن وصديقي. وحول تداعيات الحادث، وجه وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أمس من لندن تحذيرا إلى الخاطفين، مؤكدا أن "الإرهابيين لن يجدوا مكانا آمنا". وقال "على الإرهابيين أن يعرفوا أنهم لن يجدوا أي مكان آمن. لا في الجزائر ولا في شمال أفريقيا ولا في أي مكان آخر". كما فتح القضاء الفرنسي تحقيقا في الحادث، فيما أعلن وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس أن فرنسيين كانا ضمن الرهائن المحتجزين "عادا" سالمين. وبدوره أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس أن الجيش الجزائري "ما زال يطارد الإرهابيين ويبحث عن رهائن على الأرجح"، موضحا أن "أقل من ثلاثين" بريطانيا كانوا "في خطر" مساء الخميس، وهذا العدد "تراجع بشكل كبير" مذاك. وكانت الخارجية البريطانية أعلنت عن إمكان وجود بريطانيين (نحو 20 بريطانيا) بين الرهائن الباقين في قبضة الخاطفين. وكانت الخارجية اليابانية استعدت سفير الجزائر بطوكيو للاحتجاج على تدخل الجيش لتحرير رهائن بينهم يابانيون في قضية دفعت رئيس الوزراء شينزو آبيه إلى قطع جولة آسيوية والعودة إلى طوكيو. وما زالت طوكيو بدون أي معلومات عن عشرة من رعاياها بين مئات العمال المحتجزين. وفي باماكو، استأنف الجيش المالي مدعوما بالقوات الفرنسية أمس تقدمه وسيطر مجددا على بلدة كونا (وسط) في مواجهة الجماعات الإسلامية التي أعلنت مسؤوليتها عن عملية احتجاز رهائن كبيرة في الجزائر. وقال مصدر أمني إن ضربات جوية فرنسية جديدة أتاحت للجنود الماليين إمكانية دخول المدينة مجددا. وينتشر في مالي حاليا أكثر من 1400 جندي فرنسي وطائرات ومروحيات قتالية، على أن تدعمها قوة تدخل من ثماني دول من غرب أفريقيا تقدر ب5300 جندي.