شارك مسؤولون دينيون رفيعون من كنائس الشرق، ابرزهم بطريرك الموارنة بشارة بطرس الراعي، في مراسم تنصيب البطريرك الجديد للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي، التي اقيمت أمس في كنيسة الصليب المقدس وسط دمشق. ودعوا خلال حفل التنصيب إلى «حل سياسي للأزمة في سوريا عبر الحوار الداخلي». وأحيطت الكنيسة الواقعة في حي القصاع باجراءات أمنية مشددة، اذ انتشر قناصة على الاسطح، ورفعت السيارات من الكنيسة التي جرى تفتيش الداخلين اليها بشكل دقيق، بحسب ما افادت صحافية في وكالة «فرانس برس». وسمح فقط للمدعوين بدخول الكنيسة لحضور مراسم التنصيب، في حين اتيح للمؤمنين متابعتها من خلال شاشة عملاقة. وشارك في المراسم بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للموارنة بشارة بطرس الراعي الذي يتخذ من لبنان مقراً، وبطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام ومقره دمشق، في حين ارسل رؤساء الكنائس المسيحية الاخرى ممثلين لهم، وفق ما افادت اللجنة المنظمة. وتلقى البطريرك يوحنا العاشر التهاني بعد انتهاء مراسم التنصيب. وحضر المراسم وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام ممثلاً عن الرئيس السوري بشار الاسد اضافة الى وزراء ومسؤولين رسميين، وعدد من السياسيين اللبنانيين الحلفاء للنظام السوري. ووسط تصفيق حار من الحضور في كنيسة الصليب في دمشق شكر البطريرك اليازجي في حفل تنصيبه الرئيس السوري بشار الاسد ومسؤولين سوريين قائلاً «نحن على يقين ان سورية حكومة وشعباً ستجد باب الخلاص بالحوار والحل السياسي السلمي لتتبدد غيمة العنف وتعود سورية إلى الإستقرار والطمأنينة والسلام». ودعا الى العمل من اجل المصالحة والسلام والوحدة ورفض كل عنف وبغضاء. وبحضور شخصيات دينية اسلامية من بينهم وزير الاوقاف السوري محمد عبد الستار قال البطريرك اليازجي «ايها المسلمون نحن بنينا معاً حضارة هذه البلاد ومشتركون في الثقافة وفي التاريخ ويجب علينا معا ان نحفظ هذه التركة الغالية في سورية». وقال البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك انطاكيا والقدس والاسكندرية للروم الملكيين «سنبقى نعمل من اجل وحدة مسيحية اسلامية في سورية وكي تنتهي الازمة وتبقى سورية موحدة». وحضر مناصب التنصيب وزير شؤون الرئاسة السورية منصور عزام ومسؤولين رسميين من بينهم نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي قال ان «الراعي موجود في أرضه والامور في سورية ستنتهي بالحوار الوطني». وينقسم اللبنانيون ومنهم المسيحيون، بين مؤيد للنظام السوري ومعارض له. وشكلت زيارة الراعي الى سورية موضع جدل بين الطرفين، علماً انها الاولى يقوم بها بطريرك ماروني الى سورية منذ عقود. وكان الراعي قال خلال ترؤسه قداس مار مارون السبت في كاتدرائية مار انطونيوس في دمشق، انه يصلي للسلام، داعياً الى تحقيق الاصلاحات بالحوار لا فرضها من الخارج. وقال الراعي ل «فرانس برس» ان زيارته سورية «مناسبة لكي نصلي مع كل الذين يصلون من اجل السلام ومن اجل الطمأنينة ومن اجل عودة النازحين، ومن اجل الحلول الديبلوماسية لكل الامور العالقة». وأضاف في عظته «كفى اذكاء الحرب والدمار والقتل من اي جهة اتى. يقولون من اجل الاصلاحات. الاصلاحات لازمة في كل مكان، في كل دولة، في كل وطن». وتابع: «لكن الاصلاحات لا تفرض فرضاً من الخارج، بل تنبع من الداخل وفق حاجات كل بلد، ولا احد ادرى بشؤون البيت مثل اهله»، مشيراً الى انها تتم «بالحوار بالتفاهم، بالتعاون». وكان مجمع الاساقفة الانطاكي الارثوذكسي انتخب في 17 كانون الاول (ديسمبر) الماضي، اسقف ابرشية اوروبا للروم الارثوذكس يوحنا اليازجي بطريركاً، خلفاً لاغناطيوس الرابع هزيم الذي توفي في الخامس من الشهر نفسه. وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس لم تذكر وكالة الانباء السورية (سانا) ما اذا كان الرئيس الأسد سيستقبل البطريرك الراعي ام لا.