إعترض رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري اليوم الأحد على البيان الصادر عن "الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" الخميس الماضي في مجلس الأمن، مؤكداً ان البيان يهاجم الجيش اللبناني، و"لا يعبّر عن المعايير التي ترعى العلاقة بين اللبنانيين الموالين للثورة السورية والنازحين السوريين الذين يعانون من ظروف القهر والاستبداد". وقال الحريري "يؤلم اللبنانيون أن يجدوا في صفوف الثورة من يمتطي الإرهاب ويهدد السلم الأهلي"، مضيفاً "لا أخفي أن الصور التي وُزّعت عن الاقتحام الأخير الذي نفّذه الجيش لمخيّمات النازحين في عرسال، كانت مسيئة وغير مقبولة وتسبّبت بتحريك نعرات وانفعالات نحن في غنىً عنها، ولا يصحّ أن تتكرّر أو أن تكون نموذجاً للعلاقة بين اللبنانيّين والسوريّين". وأوضح الحريري ان ذلك "لا ينفي تحرك القوى العسكرية اللبنانية تحت وطأة تحديات ومخاطر داهمة تفرضها المجموعات المسلحة، خصوصاً تجاه العسكريين المخطوفين"، مشيراً إلى أن "هذه المجموعات تريد لمخيمات النازحين أن تشكل وسيلة ضغط على الحكومة اللبنانية وجيشها لتحقيق مصالح خاصة". وأكد ان "مصلحة النازحين ومصلحة الثورة السورية توجب رفع الصوت عالياً، بالدعوة الى تحرير العسكريين اللبنانيين وإعادتهم الى عائلاتهم سالمين، وهذا ما خلا منه بيان الائتلاف الموجه إلى مجلس الأمن". وتوجه الحريري إلى المجتمع الدولي داعياً "لمساعدة لبنان في توفير مقومات الرعاية الإنسانية لتجمعات النازحين وحمايتها من أن تتحول إلى بيئة حاضنة للفوضى والإرهاب". وختم بالقول "موقفنا من حقوق الشعب السوري وتضحياته في وجه نظام القمع والإقصاء والاستبداد، موقف لا يخضع للمساومة والتبديل، ولن يتأثر بأي بيان أو تصريح"، مجدداً إدانته قتال "حزب الله إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد وما يستدعيه من أخطار على لبنان وشعبه". وكان "الإئتلاف السوري" دان أعمال الجيش في عرسال الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أن "مجموعات من الجيش اللبناني دهمت مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال واعتقلت حوالي 200 شخص بأسلوب وحشي، متذرّعة بوجود مطلوبين تعرّضوا له من داخل المخيم". وتابع بيان "الائتلاف" أن "عناصر من الجيش أضرمت النيران في المخيم ما أدى إلى وفاة طفل وحدوث حالات اختناق في صفوف اللاجئين، معظمهم من النساء والأطفال".