أصدر رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق ، رئيس تيار المستقبل واحد أعمدة 14 آذار ، وابرز زعيم سياسي من الطائفة السنية ،بيانا تناول فيه بيان الائتلاف السوري المقدم لمجلس الأمن الدولي عن انتهاكات لحقوق الانسان عن اقتحام مخيمات اللاجئين في عرسال ، وفيما يلي نص البيان الذي نشر اليوم على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: لم يكن البيان الذي تقدم به الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الى مجلس الأمن الدولي احتجاجا على ما سماه " انتهاك الجيش اللبناني لحقوق الانسان والاعتداء على النازحين في عرسال"، لم يكن هذا البيان في محله بكل المعايير التي نريدها ان ترعى العلاقة بين الأخوة والأشقاء، لا سيما بين الأشقاء النازحين من سوريا والفئات التي تعاني ظروف القهر والتهجير والاستبداد، وبين اللبنانيين الذين لم يتأخروا عن نصرة الثورة السورية وأهلها والتضامن معها في وجه النظام القاتل وأدواته، ويؤلمهم أن يجدوا في صفوفها من يمتطي الإرهاب لتخريب تلك العلاقة وخطف العسكريين وتهديد السلم الأهلي. إنني لا أخفي شعوري بأن الصور التي وزعت عن الاقتحام الأخير لمخيمات النازحين في عرسال، كانت مسيئة وغير مقبولة ولا يصح أن تتكرر أو أن تكون نموذجاً للعلاقة بين اللبنانيين والسوريين، بمختلف ولاءاتهم السياسية، بل إنها تسببت في تحريك نعرات وانفعالات كنا في غنى عنها، في هذه المرحلة من حياتنا. ولكن ذلك لا ينفي حقيقة أن القوى العسكرية اللبنانية تتحرك تحت وطأة تحديات ومخاطر داهمة تفرضها المجموعات المسلحة التي تستقوي على الجيش واللبنانيين بأرواح العسكريين المخطوفين لديها وتريد لمخيمات النازحين أن تكون ظهيراً قوياً لها في الضغط على الحكومة اللبنانية وجيشها. فإذا كان من حق الائتلاف السوري أن يدافع عن الحقوق الإنسانية للنازحين، وأن يرفض التعرض لسلامتهم وكرامتهم، وهو ما نؤكد عليه ونعمل له بكل ما أوتينا من إمكانات، فإن مصلحة النازحين ومصلحة الثورة السورية توجب في المقابل رفع الصوت عاليا، بالدعوة الى تحرير العسكريين اللبنانيين وإعادتهم الى عائلاتهم سالمين، وهو ما خلا منه بيان الائتلاف الى مجلس الأمن الدولي وما يجب أن يشكل أساسا لصون حقوق النازحين وحماية تجمعاتهم. إن موقفنا من حقوق الشعب السوري الشقيق وتضحياته في وجه نظام القمع والإقصاء والاستبداد، هو موقف لا يخضع للمساومة والتبديل، ولن يتأثر ببيان من هنا أو بتصريح من هناك، لأنه يرتكز الى قناعة راسخة بأن الأثمان الباهظة التي دفعها الأشقاء في سوريا لنيل حريتهم، لا يجوز أن تذهب هباء، وسيتحقق الانتصار لها مهما طال الزمن. وبمثل ما لم نتوقف يوما عن إدانة قتال حزب الله الى جانب بشار الاسد وما يستدعيه من مخاطر على لبنان وجيشه وسلامه الوطني، فإننا نتطلع الى موقف حاسم من الائتلاف الوطني السوري، يشدد على الامتناع عن زج لبنان وأي فريق لبناني في القتال داخل سوريا، وبذل الجهود في كل الاتجاهات لتحرير العسكريين اللبنانيين، والتوجه الى المجتمع الدولي لمساعدة لبنان على توفير مقومات الرعاية الأخوية والإنسانية لتجمعات النازحين، وحمايتها من ان تتحول الى بيئة حاضنة للفوضى والارهاب. 1