غيب الموت المطرب اليمني محمد مرشد ناجي المعروف باسم «المرشدي» والذي يعدّ من أبرز المجددين في الموسيقى اليمنية، وخصوصاً الصنعانية منها. ونعت الأوساط الرسمية والشعبية اليمنية المؤدي والملحن والمؤرخ الموسيقي الذي وافته المنيّة الخميس الماضي، عن عمر ناهز 83 سنة، اثر مشكلات في القلب لازمته سنوات. تميز المرشدي بجمال الصوت والقدرة على أداء الأغاني والقصائد وتقديم مختلف ألوان الغناء اليمني، ومنها الموشح الصنعاني المعروف بصعوبته على مستوى الجزيرة والخليج. ويصف النقاد أعماله الموسيقية بالمتميّزة والفريدة والمتمرد على إرث الغناء التقليدي، إذ كسر القوالب اللحنية التقليدية للموشح اليمني الصنعاني الذي هيمنت عليه القصيدة الحمينية على مدى قرون. ويرى النقاد في أغنية «عن ساكني صنعاء» التي أعاد المرشدي تقديمها نموذجاً بارزاً للتجديد الذي أحدثه الراحل في بنية الغناء اليمني. أما صوته فيُلقّب بالذهبي لخامته الفريدة التي يصعب على كثيرين تقليدها. قدم المرشدي قصائد عربية قديمة، كما لحن وأدى قصائد وطنية وأغاني عاطفية بلهجات مختلفة. ذاع صيته في الدول المجاورة من خلال أغنيتَي «على أمسيري»، و»ليه يابوي». كما لحن أعمالاً غنائية فكاهية ساخرة وناقدة (مونولوغ). ويعد من أوائل الذين عملوا على توثيق التراث الغنائي اليمني. ومن مؤلفاته المنشورة: «الغناء اليمني ومشاهيره»، «أغنيات شعبية»، «صفحات من الذكريات» و«أغنيات وحكايات». ينتمي المرشدي الذي ولد في مدينة عدن الجنوبية، إلى الجيل الثاني من المطربين اليمنيين في العصر الحديث، وبدأ حياته الفنية بأغنية «وقفة» من كلمات الشاعر محمد سعيد جرادة في خمسينات القرن العشرين. ويعد من أغزر الملحنين اليمنيين الذين قدموا أعمالاً موسيقية استوعبت مختلف ألوان الغناء الشعبي التراثي.