دارت الأحاديث قبل اعتزال زين الدين زيدان حول عروض خليجية تلقاها اللاعب، والقيمة المالية التي أعلنت في ذلك الوقت كانت مرعبة، على رغم ذلك تجاهل زيدان كل شيء واعتزل، جيرارد رفض الانضمام لريال مدريد أو مانشستر يونايتد في قرار اعتبره البعض أحمقاً، خصوصاً أنه استمر في نادٍ أقل مستوى فنياً من نظرائه، وهو ليفربول وغيرهم كثير تنازلوا عن المادة بحثاً عن تحقيق حلم. في المقابل، نحن هنا في العالم العربي عموماً، والسعودية بشكل خاص نحترم قرارات كل الأوروبيين بل ونرفع لها القبعة، بحكم أنهم أوروبيون يعرفون اللعبة أكثر من ما نعرفها، لذلك نعجز عن تطبيق تلك التجارب على واقعنا، والمثال الأوضح يتلخص في قضية مدافع نادي الهلال أسامة هوساوي، الذي رفض التجديد لناديه، وقال بكل صراحة غير مرة أن حلمه الرياضي يتلخص في الاحتراف الأوروبي من دون النظر للجانب المادي. الإدارة الهلالية حاولت بكل السبل إقناع اللاعب بالبقاء لكنها فشلت، فهوساوي يصر اليوم على خوض التجربة الأوروبية متنازلاً عن العائد المادي الضخم، الذي قدمه ناديه، بحثاً عن حلم حياته، مثل هذا الطموح كان ليحترم لو صدر عن أي لاعب أوروبي شهير، لكنه لا يجد التعاطي ذاته في السعودية كون القضية محلية. من وجهة نظري الشخصية أرى بأن هوساوي وفي عمره الحالي يفترض أن ينتهز الفرصة ويستغل العرض الهلالي المقدم ليتحصل على أكبر عائد مادي ممكن، خصوصاً أن التجربة الأوروبية لن تعود عليه بالنفع مادياً، ومن الصعب ضمان نجاحاها لكن قراره في كل الأحوال يستحق الاحترام، وكان من المنتظر أن يجد القبول والتأييد لا العكس. وللإدارة الهلالية حقها من الاحترام على موقفها أيضاً، إذ فعلت كل شيء، وحاولت إقناع اللاعب بالبقاء بكل الطرق الممكنة، وقدمت كل ما يمكن تقديمه مادياً لكنها في النهاية لن تجبره على البقاء، فلا أحد يقدر على ذلك، ويكفي لحل كل الاشكالية الجماهيرية أن يقتنع المتابع الهلالي بأن اللاعب لم يركن إلى عرض محلي، ورفض تمثيل أي ناد سعودي غير فريقه الحالي، ما يمنحه حق الاحتفاظ بود جمهوره الحالي. من أمن العقوبة... سجل اللاعب الاتحادي محمد أبو سبعان نفسه وبسرعة البرق علامة فارقة في الدوري السعودي، فبات قادراً دائماً على مفاجأة المتابعين بحركات لا علاقة لها بكرة القدم، ولا باللعب النظيف، لكن المثير حقاً أنه وبعد أن خرج واعتذر أكثر من مرة للاعب نواف العابد بعد أن دهس ظهره، عاد مرة أخرى ليكرر التصرف ذاته مع سعود حمود لاعب النصر، على رغم ذلك لم تضاعف عقوبته، «مَن أمن العقوبة أساء الأدب» لا مثل ينطبق أكثر على حال أبوسبعان، فهو عوقب من لجنة الانضباط في المرة الأولى بالإيقاف ثلاث مباريات، وهي العقوبة التي لم تطبق، كونه شارك مع المنتخب الأولمبي، واليوم بالإيقاف لمباراتين فقط، أما السؤال الأهم، والأغرب الذي ما زلت عاجزاً عن إيجاد إجابته، ألا يفترض أن تضاعف العقوبة على كل من يكرر الخطأ؟ أو على الأقل ألا يفترض أن يوقف ثلاث مرات كما حدث في المرة الأولى؟ [email protected] @Adel066