لم يكن من المنتظر أن نظهر في حال أفضل من تلك التي ظهرنا بها، ونحن نستقبل نجوم المنتخب الأرجنتيني، كان طبيعياً أن تعم الفوضى المشهد، وأن يجد لاعبون من أميركا الجنوبية -أحد أخطر القارات في العالم- أنفسهم محاصرين خائفين ومذهولين في السعودية، فنحن تعودنا غياب التنظيم عن مناسباتنا الرياضية. لم تكن إلا لحظات تلك التي أعقبت وصول لاعب منتخب الأرجنتين، ونادي برشلونة الإسباني ليونيل ميسي، حتى عمّت الفوضى أرجاء المكان، وتحولت الوعود بمباراة مهمة ومنظر مشرف إلى سراب وسط كابوس تخبط جماهيري وإعلامي وأمني وتنظيمي وإداري ووووو. كل شيء في المكان كان ينطق الفوضى صورة حية، الناقل الرسمي يوجه التهم للقائمين على التنظيم ويستغرب سماحهم لغرباء، وغير محسوبين على المشهد الأمني والإعلامي بدخول المطار، وفي المقابل، يؤكد موظفو المطار أن الفوضى والواسطة لم تقف حصراً عليهم، إذ إن أحد موظفي التلفزيون سمح لأصدقائه بالدخول، وعلى ذلك يمكننا أن نقيس أموراً أخرى كثيرة. الكثير من المفارقات المضحكة المخجلة صادفتنا أول من أمس، فصالات المطار التي كان من المفترض أن تستقبل اللاعبين، تعطل جهاز التبريد الخاص بها، واللاعبون بحثوا عن مكان آخر للجلوس والانتظار ريثما يهدأ الضجيج. عموماً من المجحف أن نحمل جهة من دون أخرى كارثة أول من أمس، فالحديث هنا يفترض أن يشمل أيضاً الحشود الجماهيرية التي حضرت أول من أمس في المطار، وكأنها تستقبل أحد أفراد أسرتها لا لاعباً جاء ليؤدي دوره الوطني، درجة أن الأطفال بين الحضور كانوا أكثر من الموظفين الرسميين. طبعاً لن أنتظر إجابة على سؤال حول هوية الأطفال، ومن سمح لهم بالدخول وكيف أهملوا في الداخل درجة أنهم يتنقلون كما يشاؤون في المطار من دون رادعٍ؟ لكني في المقابل أنتظر أن يصدر أي حديث رسمي يشرح لي هوية «البطل» الذي وقف على سلم الطائرة ليلتقط صورة مع ميسي، فإن كان موظفاً رسمياً في المطار فهنيئاً لنا به، أما إن كان غير ذلك فهنيئاً لنا بإجراءات تنظيمية مميزة في مستقبل الأيام. أذكر أن الهلال استقبل مانشستر يونايتد، والنصر استقبل ريال مدريد، والاتحاد استقبل اسي ميلان، وكل ذلك حدث وسط تنظيم طبيعي، ولن نحتاج إلى العودة بالذاكرة كل تلك المسافة إلى الوراء، فالليلة التي سبقت وصول ميسي إلى الرياض شهدت استقبال حشد جماهيري غفير جداً للاعبي النادي الأهلي بعد وصولهم من كوريا، لكن شيئاً مما شاهدناه أول من أمس لم يحدث. للتأكيد أنا لا أحمل أحداً بعينه هنا مسؤولية المناظر المخجلة التي شاهدناها، لكني استغرب فقط نجاح الأندية في تنظيم الأحداث ذاتها، فيما يفشل المنتخب السعودي مع التجربة الأولى له في هذا المجال فشلاً ذريعاً. [email protected] @adel066