التقى الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزراء خارجية الدول الاسلامية المشاركة في القمة التي تبدأ اعمالها اليوم في القاهرة على تأييد المبادرة التي اطلقها رئيس «الائتلاف الوطني» السوري معاذ الخطيب والتي دعا فيها الى الحوار مع نائب الرئيس فاروق الشرع لايجاد مخرج من الازمة السورية. وعبر العربي عن امله في أن تتجاوب الحكومة السورية مع الدعوة الى الحوار وأبدى استعداد الجامعة «لتقديم كل الدعم والرعاية اللازمة لتسهيل انعقاد مثل هذا الحوار.» كما شدد «على ضرورة الاستفادة من أي فرصة متاحة لكسر دائرة العنف وحقن دماء الشعب السوري ووضع هذه الأزمة المستعصية على مسار الحل السياسي». واعد وزراء خارجية الدول الاسلامية مشروع البيان الختامي الذي سيصدره القادة في نهاية مؤتمر القمة ويتضمن الدعوة إلى الحوار بين «الائتلاف الوطني» وممثلي الحكومة السورية الملتزمين بالتحول السياسي والذين لم يتورطوا بشكل مباشر في أي شكل من أشكال القمع، من أجل فتح المجال أمام عملية انتقالية تمكن الشعب السوري من تحقيق تطلعاته في الإصلاح الديموقراطي والتغيير. كما يدعو المعارضة السورية إلى تسريع تشكيل حكومة انتقالية تمثل كل الأطراف من دون تمييز، كما سيتضمن دعوة مجلس الأمن إلى الاضطلاع بمسؤوليته ووضع نهاية للعنف واراقة الدماء وإيجاد حل سلمي ودائم للأزمة السورية. وسيحمل البيان النظام السوري «المسؤولية الأساسية عن استمرار أعمال العنف وتدمير الممتلكات»، وسيعلن قادة الدول الإسلامية عن دعم المبادرة الرباعية التي أطلقها الرئيس المصري محمد مرسي، والتي تشكل جهداً ملموساً لحل الأزمة بتوافق يحفظ حقوق ومطالب الشعب السوري العادلة ويضمن في الوقت ذاته وحدة الاراضي السورية وسلامتها. من جهة اخرى حذر وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو من إطالة أمد الأزمة السورية، وأكد ضرورة تحقيق حل سياسي «يضمن انتقالاً منظماً ومحكوماً لسورية الجديدة»، وشدد على أن رغبة الشعب السوري في الحرية والكرامة والديموقراطية «لن يستطيع أن يقف ويمنعها أحد». وناشد كل الأطراف التي لها تأثير على النظام السوري توعيته بهذه الحقيقة أن الشعب السوري سينتصر لا محالة في النهاية. وعلى الصعيد الميداني دارت اشتباكات عنيفة امس بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة حول ثكنة المهلب في حي السبيل في غربي حلب. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الاشتباكات استمرت منذ الفجر ورافقها سقوط قذائف على المنطقة، كما وقعت خسائر بشرية في صفوف الطرفين. وتضم هذه الثكنة عددا كبيرا من عناصر القوات النظامية. وسبق للمعارضة ان حاولت الاستيلاء عليها في السابق. وفي ريف حلب عزز الجيش تعزيز حواجزه في بلدة خناصر التي سيطر عليها اول من امس (الاثنين) بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي المعارضة. ويتوقع مراقبون ان يحاول الجيش بعد الاستيلاء على خناصر التقدم نحو بلدة السفيرة القريبة والواقعة جنوب غربي حلب، بهدف كسر الحصار الذي يفرضه مقاتلون معارضون منذ اكثر من شهر على معامل الدفاع ومركز البحوث العلمية في بلدتي الواحة والسفيرة. وقال أحد سكان خناصر لمراسل وكالة «فرانس برس» ان «الدبابات والطيران» شاركت في الاشتباكات التي استمرت أكثر من ست ساعات قام مسلحو «جبهة النصرة» في نهايتها بالانسحاب من البلدة نحو مدينة السفيرة. وفي محافظة حماة، تعرضت بلدة كرناز لقصف من القوات النظامية بمشاركة الطيران الحربي، وتستمر الاشتباكات العنيفة منذ ايام عدة على اطراف البلدة التي نزح عدد كبير من سكانها بسبب القصف. كما شن الطيران الحربي صباحا غارات عدة على مناطق في ريف دمشق، فيما تعرضت مدينتا دوما وداريا للقصف. وسجلت غارات جوية ايضا على مناطق في ريف اللاذقية ومحافظة الرقة، فيما شهدت مناطق في محافظتي درعا وحمص وادلب قصفا واشتباكات.