تزايدت حدة الاضطراب في مدن وبلدات ريف دمشق مع تجدد القصف والاشتباكات بين الجيش النظامي السوري والجيش الحر، في حين يواصل الجيش النظامي قصفه وعملياته في حلب وإدلب ودرعا , وأعلنت لجان التنسيق المحلية المعارضة في سوريا أن 60 شخصا على الأقل قتلوا أمس في أعمال عنف في أنحاء البلاد خاصة في الاشتباكات التي اندلعت في مدينة حلب شمال سوريا. من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان : إن قوات المعارضة هاجمت موقعا عسكريا في منطقة وادي ضيف في محافظة إدلب بشمال سوريا ما أسفر عن مقتل تسعة جنود على الأقل وإصابة 20 آخرين، وقالت شبكة شام الإخبارية : إن القصف المتواصل بالمدفعية الثقيلة شمل كافة أنحاء بلدة حرستا في ريف دمشق، وإن خمسة أشخاص تم توثيق مقتلهم, في حين يواصل عناصر الجيش الحر محاولاتهم التصدي لقوات النظام مع تردد أصوات الانفجارات منذ أمس الاول. وارتفع عدد القتلى في بلدة الزبداني بريف دمشق إلى ثلاثة عشر، بينما استقبل أحد المشافي الميدانية نحو خمسين جريحا تم إسعافهم صباح أمس. كما يؤكد الناشطون وقوع إعدامات ميدانية وعمليات دهم واعتقال عشوائي مع انتشار قوات النظام في البلدة القريبة من الحدود مع لبنان. وعلى جبهات أخرى في شتى أنحاء سوريا، تواصلت أعمال القصف والاشتباكات العنيفة بين الثوار وقوات النظام، فعلى مداخل حي الجبيلة بمحافظة دير الزور يحاول الجيش النظامي اقتحام الحي بالمدرعات وسط مقاومة شديدة. أما بلدة جديدة عرطوز في ريف دمشق فلا تزال تعاني الحصار الذي فرضته الحواجز العسكرية، بينما يتواصل القصف وإطلاق النار وانتشار القناصة بالتزامن مع حملات الاعتقال وحرق المنازل ونهب المحلات التجارية، كما أفادت شبكة شام. وفي السياق، تواصل القصف العنيف بالدبابات والهاون صباح أمس على مدن زملكا وعين ترما بريف دمشق من حواجز جيش النظام المحيطة بالمنطقة. انفجار عنيف وكان الناشطون قد تحدثوا الليلة قبل الماضية عن عمليات مشابهة في قرى الغوطة الملاصقة للعاصمة دمشق، في حين أكدوا صباح امس وقوع انفجار عنيف هز حيي الزاهرة والميدان وسط العاصمة، بعد يوم من انفجار سيارة مفخخة أمام مخفر للشرطة في حي باب توما الدمشقي، الذي ذهب ضحيته ما لا يقل عن 15 شخصا وفقا لإفادة التلفزيون السوري. اشتباكات حلب وفي مدينة حلب، تواصلت الاشتباكات العنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام على طريق البليرمون المجاور لفرع المخابرات الجوية الشديد التحصين، حيث شهد الأحد انخفاضا «استثنائيا» لوتيرة الغارات الجوية بسبب حالة الجو، حسب مراسل الجزيرة في حلب عبد الرحمن مطر. وتزامنت هذه التطورات مع تجدد القصف من الطيران الحربي على بلدة دير حافر بريف حلب. كما قصف جيش النظام مدينة إعزاز - المجاورة للحدود مع تركيا - من داخل مطار منغ العسكري، الذي يعد الثكنة العسكرية الوحيدة التي يسيطر عليها النظام في الجزء الشمالي من محافظة حلب. وإلى الشرق من إعزاز، واصل الجيش النظامي قصفه مدينة معرة النعمان التي سيطر عليها الثوار قبل أسبوعين شمال محافظة إدلب، في حين يدفع الجيش الحر تعزيزاته باتجاه مصدر النيران في وادي الضيف القريب من المدينة استعدادا للاشتباك. قصف وعمليات وعلى جبهات أخرى في شتى أنحاء سوريا، تواصلت أعمال القصف والاشتباكات العنيفة بين الثوار وقوات النظام، فعلى مداخل حي الجبيلة بمحافظة دير الزور يحاول الجيش النظامي اقتحام الحي بالمدرعات وسط مقاومة شديدة. وبشكل متزامن، استمر القصف العشوائي - حسب ناشطين - على مناطق في حمص والقنيطرة واللاذقية، حيث أحصت شبكة شام سقوط 21 قذيفة صباح أمس على مدينة داعل بريف درعا. كما عثر الناشطون على جثث أربعة قتلى قالوا : إنهم أعدموا ميدانيا في مدينة بصرى الشام بريف درعا أثناء اقتحام قوات جيش النظام للمدينة. وفي ريف دمشق، وقعت اشتباكات عنيفة على أطراف مدينة حرستا المتاخمة للعاصمة «بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام المدينة» حسب بيان أصدره المرصد السوري لحقوق الانسان، وأوضح المرصد ان المدينة «تعرضت لقصف وتحليق للطائرات الحربية». وفي حلب العاصمة الاقتصادية للبلاد وكبرى مدن شمالها، افاد المرصد باستمرار القصف على حي الفردوس منذ ثلاثة ايام واشتباكات فجر أمس في محيط فرع المداهمة بحي الميدان، بالاضافة الى اشتباكات متقطعة في حي صلاح الدين ومحيط حي الاذاعة وأحياء حلب القديمة. وفي محافظة إدلب، دارت اشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف التابع للقوات النظامية والمحاصر منذ ايام من «مقاتلين من الكتائب الثائرة يحاولون السيطرة عليه». ويقع هذا المعسكر على الجانب الشرقي من مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي تتعرض بدورها للقصف، حسب المرصد. وسمح استيلاء مقاتلي المعارضة على هذه المدينة في التاسع من أكتوبر لهم بقطع محور الطرق الرئيس الذي تستخدمه القوات النظامية للتزود بالتعزيزات العسكرية اللازمة لعمليات الشمال.