تحرص النجمات العالميات والعربيات للمحافظة على شكل جميل وجسم رشيق، ليبقين ضمن إطار المنافسة التي تزداد يوماً بعد يوم مع ظهور وجوه جديدة وشابة بشكل مستمر، وأكثر ما يغير جسد المرأة المرور بمرحلتي الحمل والولادة، لكن عدداً من الشهيرات يَعُدن للظهور بعد أسابيع قليلة من الولادة بجسدٍ نحيل وبطنٍ مشدود مصحوبين بابتسامة عريضة، ليثبتن للآخرين أنهن ضمن فئة «السوبر»، ولديهن القدرة على العودة، لدرجة أن بعضهن يعدن بعد الولادة نحيفات أكثر مما كنَّ عليه في السابق. لكن هذه الرشاقة لها ثمنها، وغالباً ما تدفع من صحة الجسم، بالحرص على طلب إجراء ولادة قيصرية من دون الحاجة إليها، وخلالها تتم عملية شفط وشد البطن، والقيام بحميات قوية وتمارين قاسية للعودة للظهور بعد أسبوعين، متناسيات أن للجسد حقاً، وأن التغذية السيئة خلال فترة الحمل تؤدي لمضار كبيرة على صحة الجنين والأم، كنقص الكالسيوم، وهشاشة العظام، واكتئاب ما بعد الولادة، والأمراض العصبية وتساقط الشعر. فالصورة التي تظهر فيها الممثلات دفعت الكثير من السيدات في السعودية للقيام بالمثل، لكن بالاعتماد على العمليات والحميات القاسية، ومن بينهن فدوى جمال، التي لم يمثل الطفل الأول مشكلة كبيرة بالنسبة لها، فوزنها لم يتغير، وازدادت جمالاً بعد أن كانت تصنف بالنحيلة بين صديقاتها، لأنها عادت لوزنها الطبيعي، لكن ومع الحمل بالطفل الثاني بدأت بالزيادة في الوزن خلال فترة الحمل، وكانت شهيتها كبيرة لتناول الغذاء لتستطيع الاهتمام بطفلها وزوجها، إضافة للقيام بأعمال المنزل، وبالتالي زاد وزنها كثيراً لتقوم بشد بطنها، لأنها اضطرت للولادة بعملية قيصرية، وقالت: «ما المانع من الشد... العملية واحدة»، ولتبدأ بعد الولادة مباشرة بعمل حميات غذائية تعتمد بشكل كبير على السوائل، ما أدى لتعرضها لفقر في الدم وتساقط الشعر، وبرأيها فإن ما قامت به أمر خاطئ، لكنها لم تحتمل شكلها الجديد، ولأنها لم تتخيل يوماً أن يزيد وزنها بعد أن كانت نحيلة جداً مهما أكلت، وأنها شعرت بالخوف على زواجها، لأن المحيطين بها يعقدون مقارنة بين نجمات التلفزيون اللاتي تعود أوزانهن لطبيعتها بعد الولادة مباشرة، لكني حالياً استعيد وزني السابق لكن ببطء وثبات. وتحدثنا ندى خالد بأنها تحلم بمدربة خاصة، وتصف نفسها بمتابعة مستمرة لكل جديد في عالم الحمية، وأنها خلال حملها اتبعت نظاماً غذائياً كي لا يزيد وزنها قدر المستطاع، وبعد الولادة بأيام استكملت حميتها وقامت بالتسجيل في أحد الأندية، متجاهلة النصائح من والدتها وقريباتها، بأن تأخذ وقتاً ليرتاح جسدها، لكن إصرارها دفعها للاستمرار في التمرين حتى شعرت بآلام في العظام بسبب عدم أخذها قسطاً من الراحة ونقص الكالسيوم في جسدها. ومثلها هاجر بدر، لكنها تبرر ما يحدث بأن الموضة ومحال الملابس يركزان على النحافة، وعلى رغم ميلنا كشرقيين للامتلاء إلا أن مظهر الفنانات يدفعنا لأقصى الحدود للحصول على مظهرهن، وإن كان بعمليات التجميل أو الجراحة للتخلص من الوزن الناتج عن الولادة، كما أن الزوج حالياً يرى النجمات ويقارن بين زوجته وبينهن، بحيث تحتاج المرأة لشهر كي تستعيد رشاقتها، أما الفنانات فالمسألة تستغرق أياماً أو أسابيع لتعود لتألقها من دون أن يسأل الرجل نفسه عن الطريقة أو التكاليف. يضاف للضغوط التي تواجهها المرأة من الموضة ووسائل الإعلام، فلدينا التذكير بسيدات زمان والمقارنة بينهن وبين بنات اليوم، وبأن السيدة قديماً كانت تعود للعمل بعد الولادة مباشرة، ومن الناس من بالغ بالقول بأنها تقوم لتعد طعام الغداء لأسرتها وتنظف البيت بعد الولادة مباشرة من دون تعب، وهذه المبالغة تؤثر سلباً على صحة المرأة وتظهر نتائجه مع الزمن والتقدم بالعمر. ومن المعروف أن الممثلات تحديداً العالميات يتبعن حميات خاصة، ويتمرنَّ على يد مدربين متخصصين ومتفرغين لتدريبهن والعناية برشاقتهن كجنيفر لوبيز ونيكول كيدمان، لكن الأولى صرحت مراراً بأنها سعيدة بجسدها المتين بعد الولادة وتشجع النساء على الاستمتاع بأجسادهن وبالأمومة، استخدمت طرقاً عدة، على رأسها المدرب الخاص والحمية لتعود لشكلها الحالي، لتترك النساء العاديات في حيرة وبحث مستمر عن سر رشاقتها، أما كيدمان الطويلة والنحيفة جداً فقد حاولت ونجحت في ألا تبدو تسمن ويبدو عليها الحمل، لكن مع تلميحات من المختصين بأن نحافتها الزائدة وسرعة خسارتها للوزن بعد الولادة، قد يسببان لها مشكلات في العظام ومشكلات في الجهاز العصبي تظهر مع التقدم في السن. وبالنسبة لمجتمعاتنا فالأمر مشابه، لكن عدد الفنانات اللاتي يستخدمن مدربين خاصين أقل من ممثلات هوليوود. تقول نهى كمال: «إنها تعرضت لاكتئاب ما بعد الولادة، الذي يصيب النساء بعد أسبوع إلى أسبوعين من الولادة، والسبب أنها لم تكن تهتم بغذائها بشكل جيد بسبب الحمية التي تتبعها منذ حملها، والتي تستبعد عدداً من الأغذية، وتضيف: في البداية لم أقتنع بأن الحمية من أسباب الاكتئاب، لكن مع الوقت تأكدت من الموضوع، ونصيحتي للسيدات هي الحفاظ على صحتهن واختيار الحمية الصحيحة بمتابعة الطبيب وأخصائيي التغذية. وبحسب دراسة طبية فرنسية فإن النحافة الزائدة خلال الحمل أو قبله تؤدي لهشاشة العظام، كما أوضحت الدراسة أن قياس كثافة العظام تتم عن طريق قسمة الوزن بالكيلوجرام على قياس الجسم بالمتر المربع، وأن كثافة عظام المرأة يجب أن تكون 30 فما فوق تكون صحية، كما أفادت الدراسة أن زيادة الوزن تؤثر كذلك على العظام وتؤدي للكثير من الأمراض، تحديداً على المرأة الحامل، والمطلوب الوصول لوزن طبيعي وصحة جيدة من دون المبالغة.