تبحث بعض النساء عن جميع الوسائل التي تكفل لهن تخسيس اوزانهن لذا يلجأن الى برامج الحمية القاسية اضافة الى تناول اقراص التخسيس التي تترك آثارها الضارة على صحة الجسم وتوازنه الوظيفي. وفي المقابل تبحث نساء أخريات ممن يتصف قوامهن بالنحافة الشديدة عن وسائل متعددة لزيادة أوزانهن، وتقول إحدى السيدات ومنذ عشر سنوات وزيادة وزني هي هاجسي الوحيد اذ بوزني الحالي أشعر بأني فقدت انوثتي وجمال قوامي. ترتبط الرغبة لدى المرأة في زيادة وزنها او تخسيسه بعامل التأكيد على جمالها وقدرتها على منافسة الأخريات، بدافع من العقل الباطن لتأكيد ذاتها واستعادة القوة بجانب الثقة بنفسها. وفي الواقع فإن المرأة التي تبحث عن زيادة وزنها تعاني من النحافة في تشكيل قوامها، ويقول خبير التغذية اسعد سليم هناك فرق بين المرأة النحيفة بسبب طبيعة تركيب جسدها وبنية قوامها وبين المرأة النحيفة التي ترتبط نحافتها ببعض الاضطرابات النفسية ذات العلاقة بسلوكياتها الغذائية، وهذه الاخيرة رغم شعورها بالجوع فإنها ترفض تناول كمية الطعام بمقاييسها الصحية وذلك بدافع اعتقادها انها بدينة، وان زيادة كميات وجبات طعامها سيطرد عنها جوانب الجمال واللياقة، ولكن الواقع ان المرأة النحيفة بطبيعتها تدرك تماما انها تستطيع زيادة وزنها عدة كيلو غرامات دون ان تعيش هاجس اصابتها بالسمنة، في حين ان النحافة المرتبطة بهاجس الخوف من السمنة تدفع المرأة الى اهمال العادات الغذائية السليمة والتخلي عن جوانب التغذية الصحية في وجباتها اليومية. اما أسباب النحافة فهي عديدة، فقد يتعلق فقدان الوزن المطلوب بتعرض الجسم لبعض الامراض، لكن فقدان الوزن دون سبب واضح يتدعي اجراء الفحوصات الطبية للاطلاع على سلامة وظائف اعضاء الجسم المختلفة، وعندما تجد المرأة نفسها نحيفة على الدوام رغم تناول طعامها بشكل صحي بالكمية المطلوبة بل اكثر فإن ذلك لا يدعو الى القلق بل ان نحافتها هذه مرتبطة بالاساس بطبيعة تكوين جسدها، حيث يناسب مثل هذه المرأة ممارسة تمارين اللياقة البدنية والمشي، والا فإن حالات التوتر المستمر تسبب نحافة الجسم وفقدان الشهية للأكل، كما ان التعرض المتواصل للتوتر يضاعف من صرف الجسم لطاقته. ويشير الأطباء الى ان زيادة الوزن او نقصانه يرتبط بمؤشرات معينة ومبرمجة في الذاكرة تؤدي الى زيادة الاحساس اللا إرادي بالرغبة في زيادة الوزن او تنحيف الجسم، ولدى المرأة فإن التغيرات الهرمونية تؤثر على وزن الجسم كما هو الحال اثناء مرحلة الشباب والحمل وسن اليأس، والقاعدة العامة تبين ان افضل طريقة لزيادة الوزن النحيف هو تناول ثلاث وجبات يوميا مع التركيز على اضافة السكر الى هذه الوجبات، وكذلك تناول المشروبات الغازية وأنواع المرطبات بالكريما. ويبقى العامل الأكثر أهمية في سياق هذا الموضوع هو العامل النفسي، فاستقرار العامل النفسي يلعب دوراً حاسماً في تنظيم عملية الطعام وفتح الشهية لدى الإنسان وبالتالي زيادة الوزن بما يتلاءم وطبيعة الجسم ومقاساته بالاضافة الى عمر الإنسان نفسه.. وهذه العملية قد تبدو للوهلة الاولى غاية في التعقيد، فقد يسأل المرء كيف لي تجاوز اضطراباتي النفسية والعوامل الموضوعية التي أوجدتها لا زالت قائمة؟ ورغم مشروعية هذا التساؤل إلا أن حقيقة الأشياء المعاشة وعبر التاريخ البشري تؤكد ان الإنسان بطاقاته الخلاقة قادر على تجاوز كل الصعاب وليس هناك مستحيل.