تطمح كل سيدة أن تبقى رشيقة حتى تكون أجمل في نظر الأخريات، وفي نظر زوج المستقبل؛ فغالبية الرجال يفضلون المرأة «نحيفة» قبل الزواج وبعده، ورغم أنّ الرشاقة ليست عاملاً أساسياً، إلاّ أنّها تدخل ضمن اختيارات الرجل لزوجة المستقبل، حيث انّ مظهر المرأة بات داخلاً في الاعتبار ضمن مقاييس وشروط الزوج، كما أنّ النحافة قد تعطي المرأة ثقة كبيرة بنفسها؛ إذ تستطيع أن ترتدي ما يعجبها في أي وقت، ولكن هناك نساء يتبعن «رجيماً» وحمية غذائية باجتهادات شخصية دون اللجوء إلى طبيب أو استشارة مختص، وغالبيتهن يتعرضن للإصابة بأمراض؛ بسبب هوسهن بالرشاقة وسعيهن لإرضاء الآخر؛ لدرجة أنّ البعض منهن غضضن الطرف عن ما يناسبهن ويتوافق مع أعمارهن ووضعهن الصحي. ولم تقتصر الرغبة في إنقاص الوزن على الأمهات والزوجات، بل الفتيات أيضاً يسعين إلى أن يكن رشيقات، لذلك نلحظ أنّ الفتيات من المرحلة الثانوية يبدأن بالاهتمام بأجسادهن، ويتبعن طرقا تعتمد على قلة الأكل؛ حتى لا يزيد وزنهن، وذلك رغبة منهن بجذب الانتباه وسرقة الأضواء في المناسبات وحفلات الزفاف، خاصةً إذا كن مقبلات على سن الزواج، فمطلب العرسان دائماً أن تكون العروس أنيقة، ورشيقة، وجذابة، والأهم «ما تكون دبه»!. تعب وعدم التزام وذكرت «مها» أنّ من أسباب اتباعها «رجيم» هو زيادة وزنها بعد الزواج وإنجاب مولودها الأول، وقد بدأ زوجها بالتذمر فهو يحب أن يراها دائماً رشيقة كما كانت، ولذلك قرأت كثيراً عن برامج إنقاص الوزن بسرعة، لكنها -كما تقول- لم تستطع الاستمرار في النظام الذي اتبعته إلاّ لمدة شهر، فقد بدأت تشعر بالتعب لأقل مجهود ويصيبها الإغماء، لذلك فضلت أن تتوقف، وتحرص على الغذاء الصحي المتوازن؛ لأنّ طفلها بحاجه لها أكثر من حاجتها للرشاقة. عدم استسلام وقالت «نادية» -متزوجة منذ ما يقارب (13) عاماً-: «بعد عدة ولادات لاحظت زيادة في وزني، كما أصبحت حركتي ثقيلة نوعاً ما، هذا غير أنّ زوجي بدأ يرمي بعض الكلمات والجمل التي تدل على عدم رضاه عن شكلي، وأن وزني أثر في نمط حياتنا الزوجية؛ مما جعلني كل شهر أتبع نظاما غذائيا معينا، ولكن بدون فائدة، وكنت أتابع القنوات التلفزيونية التي تقدم نصائح للرشاقة، واشتريت بعض الأجهزة الرياضية، ولكن دون فائدة تذكر، ولجأت إلى شفط الدهون المتراكمة، ولكنها عادت بعد ستة أشهر، ولم أستسلم في الأخير وذلك لقناعتي بأنّ الشكل له دور في حياة الشخص، لذلك ذهبت لمركز صحي بهدف تنظيم حمية تناسبني مع اختيار نوعية الرياضة المناسبة، وبالفعل بدأت ألحظ أنني أخسر وزني بشكل منتظم، وبدأ جسمي يتناسق بشكل جيد، وأصبحت محط إعجاب الجميع وأولهم زوجي». جلسات حريم! وأضافت «رحمة» -سيدة منزل-: «كثير من سيدات المنازل تؤرقهن إشكالية إنقاص الوزن، خاصة مع تجمع النساء بجلسات الضحى والعصرية، حيث فرضت المدنية على النساء قلة الحركة، وعدم القدرة على الخروج وممارسة الرياضة، كما أنّ المراكز الصحية لا تكون إلاّ في المدن الكبرى، فغالبية الأحاديث تكون عن اهتمام النساء بالرشاقة أنّها ترضي زوجها، حتى لا يمل منها ويتزوج غيرها، وأيضاً لتثق بنفسها، وتستطيع مجاراة الموضة، وفي هذه الجلسات تتبادل النساء أنظمة الحمية فيما بينهن، وغالبيتهن يلتزمن بها لفترة ثم يعود الوزن لما هو عليه، إلاّ أنّ بعض الجارات أصيبت بمرض ضغط الدم بسبب إحدى الحميات التي لم تناسبها، وأخريات أصبن بالإغماء والوهن»، ناصحةً كل سيدة أن تتبع ما يناسبها هي وليس ما يناسب غيرها. وصفات خاصة وأشارت «أم محمد» إلى أنّها لاحظت أنّ بناتها لا يهتممن بأكل الوجبات، بل يكتفين بالسلطات، والخبز الأسمر، واللحم المشوي، ويبتعدن عن أكل المعجنات أو السكريات، وكل ذلك حتى لا تزيد أوزانهن، مضيفةً: «سمعت حوار إحدى بناتي مع صديقتها، والتي كانت تقول انّها تستخدم بعض العقاقير الطيبة والأعشاب الشعبية حتى لا يزيد وزنها، وقد حذرتهن من هذا الهوس، وعليهن أن يكن معتدلات بالأكل حتى يتمتعن بجسم نضر وبشرة متوردة وشعر صحي، وأيضاً لا يتناسين أهمية ممارسة الرياضة باستمرار للتمتع باللياقة». شرط العريس وأوضحت «نسيم» -طالبة جامعية- أنّه عندما جاءت أم خطيبها لزيارتهم في المنزل كان أكثر ما أثار إعاجبها أنّها غير سمينة، وأثنت على جمال جسمها وتناسقه، حيث إنّ من شروط ابنها في الفتاة التي يريد الزواج منها أن تكون «نحيفة»، لأنّه لا يحب المرأة الممتلئة جداً. وكشفت «سلوى» أنّها سمينة نوعا ما مقارنة بصديقاتها؛ مما جعلها تستشير صديقاتها عن أفضل الطرق للحفاظ على رشاقتهن، مبينةً أنّ بعضهن نصحنها بعدم الأكل، وأخريات بتناول بعض الأعشاب الطبيعية، وقد قررت تجربة جميع ما قلنه لها، وكل ذلك حتى تواكب الموضه، وترضي عريس المستقبل، الذي بيّن لها أنّه يحب رؤيتها بشكل «أنحف» مما هي عليه اليوم. تجارب الصديقات فيما رأت « كوثر» أنّ «نحف» الفتاة أو سمنتها خاضع لقناعتها الشخصية، مبينةّ أنّها ترى الكثير من الطالبات في المرحلتين الثانوية والجامعية يولين هذا الموضوع أهمية كبيرة قد تزيد عن حدها، فغالبيتهن قد يمتنعن عن الأكل نهائياً حتى لا تزيد أوزانهن، مشيرةً إلى أنّها دائماً ما تسمع جملة «عاملة رجيم»، أو «شكراً أسوي دايت»، أو «أكلي ضمن برنامج حمية معين»؛ مما جعل الموضوع بمثابة هوس لدى الفتيات بشكل غريب. وزن مثالي وبيّنت «مروة كامل» -أخصائية تغذية- أنّ دوافع المرأة للبحث عن الرشاقة متعددة وأهمها إرضاء نفسها ومن حولها، فكل امرأة تحب أن ترى نفسها جميلة، وأن تراها عيون الناس كذلك، فإنّ اهتمام المرأة برشاقتها لا يرتبط بسن معينة، وبعض الرجال يهتمون برشاقتهم وإن كان البعض منهم يهمل نفسه بعد الزواج، ولكنه في الوقت نفسه لا يقبل أن يزيد وزن زوجته!، مبينةً أنّ الحمية التي تتبعها النساء بشكل عشوائي تؤثر على الصحة وفي بنية الجسم والهرمونات، حيث انّ الإنسان له وزن معين يختلف باختلاف مراحل عمره، كما أنّ هناك مقاييس للرشاقة يمكن الاطلاع عليها من خلال أي مركز صحي، مشيرةً إلى أنّ الحمية التي تستند على استشارة مختص تنجح وتحتاج فقط إلى الإرادة والمواظبة، وعدم إعطاء وصفتها أو حميتها للأخريات لأنّ لكل امرأة نظاما معينا. تشجيع المحيطين ولفتت «مروة»: «للتشجيع من المحيطين بالشخص الذي يريد إنقاص وزنه دور كبير في مساعدة المرأة لمتابعة نظامها الغذائي ومحافظتها عليه»، منوهةً أنّ الرشاقة ليست مجرد محاولة للوصول إلى الوزن المثالي، ولكن يجب مراعاة جمال ولياقة الوجه والجسد، فالرياضة بلا نظام غذائي مناسب لن تنقص الوزن الزائد والعكس أيضاً، فلو اتبعت المرأة حمية فقط سيترهل جسمها وتظهر آثار سيئة على الوجه، أما الاثنان معاً فستكون لهما نتيجة أسرع وأفضل، لذا يبقى دائماً الغذاء الصحي المتوازن الغني بالخضار والفواكه مع تجنب الوجبات السريعة، إضافةً إلى ممارسة الرياضة ولو كانت نصف ساعة من المشي السريع يومياً أفضل ما يمكن أن تتبعه المرأة. ونصحت «مروة» المرأة قبل اختيار «رجيم» مناسب لها معرفة حالتها الصحية؛ لأنّه ليس كل أنواع وسائل التخسيس أو أنواع الرياضة تتناسب مع جميع النساء، ولهذا من الضروري للمرأة التي تعاني من مشكلات صحية أن تستشير الطبيب ليحدد ما يناسبها من الأنظمة الغذائية والبرامج الرياضية. حرص بعض السيدات على تخفيف الوزن انقلب إلى هوس قد يضر بصحتهن بعض النساء يلجأن للعقاقير رغبة في إنقاص الوزن فيقعن بالمحظور تناول غذاء صحي يساعد في المحافظة على الرشاقة