بعد عام من توقفه، عاد الدوري المصري، وعادت الحياة للشارع الرياضي، الذي يعاني من الفوضى منذ فترة طويلة، بعد أن أمسكت السياسة باللعبة، وكوّنت فريقاً يلعب في الشارع مباريات، الكل فيها خاسر! ولأننا نحب مصر، ويهمنا استقرار أرض الكنانة، فإن عودة منافسات الدوري، وإن تأخرت كثيراً، إلّا أنها ما كان يجب أن تغيب كل هذه الفترة، حتى وإن كانت المبررات منطقية، بسبب فاجعة ملعب بورسعيد! لكن قرار عودة منافسات الدوري الذي اتخذه اتحاد كرة القدم المصري في هذا الوقت، أرى من وجهة نظري أنه مناسب، فهو من جهة قد يشغل الشارع العام عن ما تجره إليه السياسة، وبالتالي تعود الحياة للمدرجات، باعتبار كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في العالم، وهي المتنفس الرئيس للشعوب العربية. وعلى رغم تحفظي على مسمى الدوري «دوري الشهداء»، حتى وإن كان ظاهر هذا المسمى يعني التضامن مع ذوي شهداء حادثة ملعب بورسعيد، إلّا أنه كان من الأفضل أن تقام مباراة خيرية يكون دخلها لذوي الشهداء، بدلاً من ربط الدوري بهذا الاسم! ومع هذا، فإن الفكرة تستحق التقدير، خصوصاً أن اتحاد الكرة المصري أراد بذلك ربط القضية التي قضت المحكمة بقرارها فيها، وأحالت أوراق 21 متهماً إلى المفتي، وهو القرار الذي وجد ارتياحاً كبيراً في الشارع الرياضي. كل ما سبق يمكن وصفه بأنه ضخ للحياة في جسد كرة القدم المصرية، بعد أن تأثرت كثيراً بأوضاع البلاد الداخلية، وانعكس ذلك على المنتخب القومي المصري، إذ فقد الكثير من وهجه وحضوره على مستوى كرة القدم الأفريقية. وإذا كان الدوري المصري يعرف حالياً بأنه «دوري الشهداء»، فقد أعطاه قرار إقامة المباريات من دون جمهور لقباً آخر، وهو «الدوري الشهيد»، خصوصاً أن وجود مباريات بلا جمهور يعني نزع روح المنافسة والدافع لدى الفرق واللاعبين! وأنا شخصياً أتفهم هذا الإجراء الأمني، وهو يشكل هاجساً كبيراً للبلد، ولاسيما بعد حادثة ملعب النادي المصري في محافظة بورسعيد، إلّا أنه كان من الممكن أن تتم معالجة الأمر ببعض الإجراءات الأمنية داخل الملعب وخارجه. ذلك أن الجمهور المصري الذي عرف عنه حبه لكرة القدم وتعطشه لمتابعة منافسات الدوري، له كل الحق في متابعة المباريات من داخل الملاعب، وليس من شاشة التلفزيون، كما أن متابعته للمباريات وسخونة الأجواء فيها، سيسهم في القضاء على التجمهر والمظاهرات الحالية. ولعلي أقترح هنا على اتحاد الكرة المصري، إصدار قرار يعطي الجمهور حق الدخول للمباريات مجاناً حتى نهاية الموسم، وقد علمتنا كرة القدم ومنافساتها أنها أكبر مصدر للسلام في العالم، وسلامتكم. [email protected] abdullahshaikhi@